أين المتنافسون على الفضائل
من رسالة للشيخ في أفضل الناس والأعمال
الجزء الأول
أفضل مؤمن عند الله
قال الإمام أحمد في مسند ه: (1401)
حدّثنا وكيعٌ حدّثني طلحة بن يحيى بن طلحة عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة عن عبد الله بن شدّادٍ أنّ نفرًا من بني عذرة ثلاثةً أتوا النّبيّ r فأسلموا قال فقال النّبيّ r من يكفنيهم قال طلحة أنا قال فكانوا عند طلحة فبعث النّبيّ r بعثًا فخرج أحدهم فاستشهد قال ثمّ بعث بعثًا فخرج فيهم آخر فاستشهد قال ثمّ مات الثّالث على فراشه قال طلحة فرأيت هؤلاء الثّلاثة الّذين كانوا عندي في الجنّة فرأيت الميّت على فراشه أمامهم ورأيت الّذي استشهد أخيرًا يليه ورأيت الّذي استشهد أوّلهم آخرهم قال فدخلني من ذلك قال فأتيت النّبيّ r فذكرت ذلك له قال فقال رسول الله r: « وما أنكرت من ذلك؟ ليس أحدٌ أفضل عند الله من مؤمنٍ يعمّر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله ».
وهو في السلسلة الصحيحة.
أفضل شعب الإيمان
قال الإمام مسلم رحمه الله : ( 35 )
حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن عبدالله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : «الإيمان بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ». و أخرجه البخاري (9 ) بدون قوله فأفضلها…الخ
أوثق عرى الإيمان
قال ابن أبي شيبة في المصنف: (8 / 130)
حدثنا ابن فضيل عن ليث عن عمرو بن مرة زاد جرير : عن معاوية بن سويد عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله r : «أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله ».
قال ابن أبي شيبة في المصنف: (7 / 229)
حدثنا زيد بن الحباب عن الصعق بن حزن قال حدثني عقيل بن الجعد عن أبي إسحاق عن سويد بن غفلة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله r : « أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله ».
وعقيل ضعيف. والحديث في السلسلة الصحيحة (998)
وهو الألباني في “السلسلة الصحيحة”
قال البيهقي في شعب الإيمان : (22 /247) (10423 )
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو الطيب محمد بن أحمد الحيري ، نا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب ، نا الحسين بن الوليد ، نا إبراهيم بن أدهم ، نا هشام بن حسان ، عن الحسن قال : قال رسول الله r : « أفضل الإيمان الصبر والسماحة »
وهو الألباني في السلسلة الصحيحة:( 3 / 482 ): –
أسعد الناس بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال الله تعالى:﴿ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون﴾(الانبياء:28)
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى (99):
حدّثنا عبدالعزيز بن عبدالله قال حدّثني سليمان عن عمروبن أبي عمروعن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ عن أبي هريرة أنّه قال: قيل: يا رسول الله من أسعد النّاس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أوّل منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد النّاس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلّا الله خالصًا من قلبه أونفسه.
وفي الحديث فضل التوحيد وكلمة التوحيد وفضل الإخلاص قال تعالى {يومئذ لا تنفع الشفاعة} وقال تعالى: {لا يشفعون إلا لمن ارتضى وقال تعالى ما للظالمين من حميم} ، ولذا لا تكون شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا لمن قال لا إله إلا الله مخلصًا بها قلبه وهذا هو الموحد، وليس لمن قالها بلسانه، وخالفها بأفعاله .
فائدة:
قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري : فأسعد الناس بهذه الشفاعة من يكون إيمانه أكمل ممن دونه ، وأما الشفاعة العظمى في الإراحة من كرب الموقف فأسعد الناس بها من يسبق إلى الجنة ، وهم الذين يدخلونها بغير حساب ، ثم الذين يلونهم وهومن يدخلها بغير عذاب بعد أن يحاسب ويستحق العذاب ، ثم من يصيبه لفح من النار ولا يسقط . والحاصل أن في قوله أسعد إشارة إلى اختلاف مراتبهم في السبق إلى الدخول باختلاف مراتبهم في الإخلاص ، ولذلك أكده بقوله من قلبه مع أن الإخلاص محله القلب ، لكن إسناد الفعل إلى الجارحة أبلغ في التأكيد ، وبهذا التقرير يظهر موقع قوله أسعد وأنها على بابها من التفضيل ، ولا حاجة إلى قول بعض الشراح الأسعد هنا بمعنى السعيد لكون الكل يشتركون في شرطية الإخلاص ، لأنا نقول يشتركون فيه لكن مراتبهم فيه متفاوتة . وقال البيضاوي : يحتمل أن يكون المراد من ليس له عمل يستحق به الرحمة والخلاص ، لأن احتياجه إلى الشفاعة أكثر وانتفاعه بها أوفى والله أعلم .
وقال : ومعنى أفعل في قوله أسعد الفعل لا أنّها أفعل التّفضيل أي : سعيد النّاس ، كقوله تعالى : ( وأحسن مقيلًا ) ويحتمل أن يكون أفعل التّفضيل على بابها ، وأنّ كلّ أحد يحصل له سعد بشفاعته ؛ لكنّ المؤمن المخلص أكثر سعادة بها ، فإنّه r يشفع في الخلق لإراحتهم من هول الموقف ، ويشفع في بعض الكفّار ، بتخفيف العذاب كما صحّ في حقّ أبي طالب ، ويشفع في بعض المؤمنين بالخروج من النّار بعد أن دخلوها ، وفي بعضهم بعدم دخولها بعد أن استوجبوا دخولها ، وفي بعضهم بدخول الجنّة بغير حساب ، وفي بعضهم برفع الدّرجات فيها . فظهر الاشتراك في السّعادة بالشّفاعة وأنّ أسعدهم بها المؤمن المخلص . والله أعلم .
حديث آخر:
( أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب ، ثم الأنصار ، ثم من آمن بي واتبعني ، ثم اليمن ، ثم سائر العرب ، ثم الأعاجم ، ومن أشفع له أولا أفضل) .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ( 2 / 162 ) :موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 205 / 2 ) وابن عدي ( 100 / 2 ) والمخلص في الفوائد المنتقاة ( 6 / 69 / 1 ) عن حفص بن أبي داود عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا . ومن هذا الوجه رواه الخطيب في الموضح ( 2 / 27 ) من طريق الدارقطني بسنده عن حفص وقال الدارقطني : غريب من حديث ليث عن مجاهد تفرد به حفص بن أبي داود عنه ، وهوحفص بن سليمان بن المغيرة أبوعمر المقريء صاحب عاصم بن أبي النجود ، وقال ابن عدي : لا يرويه عن الليث غير حفص ، وعامر حديثه غير محفوظ . ومن طريق الدارقطني أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال ( 3 / 250 ) : قال الدارقطني : تفرد به حفص عن ليث . قلت : أما ليث فغاية في الضعف عندهم . إلا أن المتهم به حفص . قال ابن خراش : متروك يضع الحديث . ووافقه السيوطي ( 2 / 450 ) ، ثم ابن عراق ( 392 / 1 – 2 ) .
حديث آخر:
عن أبي هريرة مرفوعا : أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ( 3/584 ) : ضعيف رواه الطبراني في الجزء الثاني من كتابه مختصر مكارم الأخلاق ( ورقة 158 – مجموع الظاهرية – 81 ) ورقم ( 139 – طبعة المغرب ) من طريق الوليد بن سفيان القطان البصري : حدثنا عبيد بن عمروالحنفي عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان : الأولى : ابن جدعان ، فإنه ضعيف معروف به .
والأخرى : عبيد بن عمروالحنفي ضعفه الدارقطني والأزدي ، قال الذهبي : أورد له ابن عدي حديثين منكرين .
قلت : وهذا أحدهما ، ولفظه : رأس العقل بعد .. إلخ . وسيأتي برقم (3631).
والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير من رواية الطبراني في المكارم ، وبيض له المناوي في فيض القدير فلم يتكلم عليه بشيء ، وأما في التيسير فقال : إسناده حسن ! وهذا مما لا وجه له البتة كما يتبين للقارىء من التحقيق المتقدم ، وهو من الأدلة الكثيرة على أن كتابه هذا ليس في الدقة وتحري الصواب ككتابه الأول : الفيض ، بل هوفي كثير من الأحيان ، يخالف فيه تحقيقه في الأول . والمعصوم من عصمه الله عز وجل .
أفضل العمل
قال الإمام البخاري رحمه الله : (26 )
حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا إبراهيم بن سعد قال حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة أنّ رسول الله – r – سئل أىّ العمل أفضل فقال « إيمانٌ بالله ورسوله » . قيل ثمّ ماذا قال « الجهاد فى سبيل الله » . قيل ثمّ ماذا قال « حجٌّ مبرورٌ » . [ أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال رقم 83]
أحب الأديان إلى الله
قال الله تعالى :﴿إنّ الدّين عند الله الإسلام﴾ [آل عمران/19]
قال الله تعالى :﴿وَمَن أَحسَنُ دِينًا مِمَّن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾[النساء/125]
وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: (4 / 16)
حدّثني يزيد قال أخبرنا محمّد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ قال: قيل لرسول الله r : أيّ الأديان أحبّ إلى الله ؟قال: «الحنيفيّة السّمحة.
خيار المؤمنين في معاملة الأهل
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:
حدّثنا يحيى بن سعيد عن محمّد بن عمرو قال حدّثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:« أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وخياركم خياركم لنسائكم».
حديث حسن وهو في الصحيح المسند للإمام الوادعي رحمه الله.
قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى:
حدّثنا محمّد بن يحيى حدّثنا محمّد بن يوسف حدّثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وإذا مات صاحبكم فدعوه». قال أبو عيسى هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ من حديث الثّوريّ ما أقلّ من رواه عن الثّوريّ وروي هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مرسلًا.
حديث حسن وهو في الصحيح المسند للإمام الوادعي رحمه الله.
قال الإمام ابن ماجة رحمه الله تعالى:
حدّثنا أبوكريب حدّثنا أبوخالد عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عبد الله بن عمروقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «خياركم خياركم لنسائهم».
صحيح على شرط الشيخين وهو في الصحيح المسند للإمام الوادعي رحمه الله.
قال الإمام البخاري : (635) باب خدمة الرّجل في أهله , حدّثنا آدم قال حدّثنا شعبة قال حدّثنا الحكم عن إبراهيم عن الأسود قال سألت عائشة ما كان النّبيّ r يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله تعني خدمة أهله فإذا حضرت الصّلاة خرج إلى الصّلاة.
قال الحافظ في فتح الباري : – ( 3 / 5)
بفتح الميم وكسرها وسكون الهاء فيهما ، وقد فسّرها في الحديث بالخدمة ، وهي من تفسير آدم بن أبي إياس شيخ المصنّف وقال: والمراد بالأهل نفسه أو ما هو أعمّ من ذلك . وقد وقع مفسّرًا في الشّمائل للتّرمذيّ من طريق عمرة عن عائشة بلفظ ” ما كان إلّا بشرًا من البشر : يفلّي ثوبه ، ويحلب شاته ، ويخدم نفسه ” ولأحمد وابن حبّان من رواية عروة عنها ” يخيط ثوبه ، ويخصف نعله ” وزاد ابن حبّان ” ويرقع دلوه ” زاد الحاكم في الإكليل ” ولا رأيته ضرب بيده امرأةً ولا خادمًا ” .اهـ
قال المناوي في فيض القدير : (4102 )
(خيركم) يعني من خياركم وأفاضلكم من كان معظم بره لأهله كما يقال فلان أعقل الناس أي من أعقلهم فلا يصير بذلك خير الناس مطلقا والأهل قد يخص الزوجة وأولادها وقد يطلق على جملة الأقارب فهم أولى من الأجانب (خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) أي برا ونفعا لهم دينا ودينا .
وقال رحمه الله:
(خيركم) أي من خيركم (خيركم لأهله) أي لعياله وأقاربه قال ابن الأثير : هو إشارة إلى صلة الرحم والحث عليها بل قال القفال : يقال خير الأشياء كذا ولا يراد به أنه خير من جميع الوجوه في جميع الأحوال والأشخاص بل في حال دون حال أو نحوه (وأنا خيركم لأهلي) فأنا خيركم مطلقا وكان أحسن الناس عشرة لهم حتى أنه كان يرسل بنات الأنصار لعائشة يلعبن معها وكان إذا وهبت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه وإذا شربت شرب من موضع فمها ويقبلها وهو صائم وأراها الحبشة وهم يلعبون في المسجد وهي متكئة على منكبه وسابقها في السفر مرتين فسبقها وسبقته ثم قال هذه بتلك وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة وفي الصحيح أن نساءه كن يراجعنه الحديث.
وقال رحمه الله: فيه دلالة على حسن المعاشرة مع الأهل والأولاد سيما البنات واحتمال الأذى منهن والصبر على سوء أخلاقهن وضعف عقولهن والعطف عليهن (تنبيه) ينبغي للزوج إكرام الزوجة بما يناسب من موجبات المحبة والألفة كإكرام مثواها وإجادة ملبوسها على الوجه اللائق ومشورتها في الجزئيات إيهاما أنه اتخذها كاتمة أسراره وتخليتها في المنزل لتهتم بخدمته قال: حاتم الأصم : إني في البيت كدابة مربوطة إن قدم إلي شئ أكلت وإلا أمسكت ويراعى إكرام أقاربها ودفع الغيرة عنها بإشغال خاطرها بأمور المنزل ولا يؤثر الغير عليها وإن كان خيرا منها فإن الغيرة والحسد في طينة النساء مع نقصان العقل فإذا لم يدفع عنها أذى إلى قبائح والرجل في المنزل كالقلب في البدن فكما لا يكون قلب واحد متبعا لحياة بدنين لا يكون لرجل تدبير منزلين على الوجه الأكمل ولا تغتر بما وقع لأفراد فالنادر لا نقص به ويتحرز عن إظهار إفراط محبتها وعن مشاورتها في الكليات ولا يطلعها على أسرارها فإنها وإن كتمتها حالا تظهرها عند ظهور الغيرة ويجنبها الملاهي والنظر إلى الأجانب واستمتاع حكايات الرجال ومجالسة نساء يعلمن هذه الأعمال سيما في العجائز وقد صنف الطبراني والنوقاني في معاشرة الأهل .
وروى أبو داود رحمه الله تعالى:– (2580) عن عائشة رضي الله عنها أنّها كانت مع النّبىّ r فى سفرٍ قالت فسابقته فسبقته على رجلىّ فلمّا حملت اللّحم سابقته فسبقنى فقال « هذه بتلك السّبقة ».قال الألباني رحمه الله : صحيح.
وروى البخاري رحمه الله تعالى : (1058) عن أمّ سلمة رضي الله عنها أنّ النّبيّ r استيقظ ليلةً فقال سبحان الله ماذا أنزل اللّيلة من الفتنة ماذا أنزل من الخزائن من يوقظ صواحب الحجرات يا ربّ كاسيةٍ في الدّنيا عاريةٍ في الآخرة.
فهذا كله من حسن شمائلهr وخيره لأهله.وهم الزوجات والابناء .
وأما حديث عن أبي هريرة (خيركم خيركم لنسائه و لبناته ) رمز له في الجامع بـ ( هب ).
قال الشيخ الألباني : ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 2918 في ضعيف الجامع.
خير الإسلام
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى (28) :
حدّثنا قتيبة قال حدّثنا اللّيث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمروأنّ رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيّ الإسلام خيرٌ. قال: «تطعم الطّعام وتقرأ السّلام على من عرفت ومن لم تعرف».
رواه مسلم رقم (28).
والإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك والبدع وأهلهما ، وأعمال الإسلام أما متعدية أو لازمة النفع وخير الأعمال ما كانت متعدية النفع إلى الناس، وخيرها ما كان من إطعام الطعام التي تقوم الحياة وطاعة الله إلا به، وإقراء السلام من المعروف ومن الدعاء بالخير، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم أفشوا السلام بينكم…الحديث.
قال النووي رحمه الله : (1 /118)
وفي رواية ( أيّ المسلمين خيرٌ ؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده ) ، وفي رواية جابر ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) قال العلماء رحمهم الله : قوله : أيّ الإسلام خير ؟ معناه أيّ خصاله وأموره وأحواله . قالوا : وإنّما وقع اختلاف الجواب في خير المسلمين لاختلاف حال السّائل والحاضرين ؛ فكان في أحد الموضعين الحاجة إلى إفشاء السّلام وإطعام الطّعام أكثر وأهمّ لما حصل من إهمالهما والتّساهل في أمورهما ، ونحو ذلك . وفي الموضع الآخر إلى الكفّ عن إيذاء المسلمين.
ومعنى ( تقرأ السّلام على من عرفت ومن لم تعرف ) أي تسلّم على كلّ من لقيته ، عرفته أم لم تعرفه . ولا تخصّ به من تعرفه كما يفعله كثيرون من النّاس . ثمّ إنّ هذا العموم مخصوص بالمسلمين فلا يسلّم ابتداء على كافر . وفي هذه الأحاديث جمل من العلم . ففيها الحثّ على إطعام الطّعام والجود والاعتناء بنفع المسلمين والكفّ عمّا يؤذيهم بقولٍ أو فعلٍ بمباشرةٍ أو سبب والإمساك عن احتقارهم . وفيها الحثّ على تألّف قلوب المسلمين واجتماع كلمتهم وتوادّهم واستجلاب ما يحصّل ذلك . قال القاضي رحمه الله : والألفة إحدى فرائض الدّين وأركان الشّريعة ونظام شمل الإسلام . قال : وفيه بذل السّلام من عرفت ولمن لم تعرف وإخلاص العمل فيه للّه تعالى لا مصانعة ولا ملقًا . وفيه مع ذلك استعمال خلق التّواضع وإفشاء شعار هذه الأمّة . والله تعالى أعلم .
أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا عمر بن حفص حدّثنا أبي حدّثنا الأعمش قال حدّثني شقيقٌ عن مسروق قال كنّا جلوسًا مع عبد الله بن عمرويحدّثنا إذ قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاحشًا ولا متفحّشًا وإنّه كان يقول:« إنّ خياركم أحاسنكم أخلاقًا».
رواه مسلم رقم (2321).
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:
حدّثنا يحيى بن سعيد عن محمّد بن عمروقال حدّثنا أبوسلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:« أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وخياركم خياركم لنسائكم».
حسن وهو في الصحيح المسند للإمام الوادعي رحمه الله.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:
حدّثنا عبد الرّحمن قال حدّثنا حمّاد بن سلمة عن محمّد بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وآله وسلم يقول:« خيركم إسلامًا أحاسنكم أخلاقًا إذا فقهوا».
صحيح وهو في الصحيح المسند للإمام الوادعي رحمه الله.
وأما حديث:
( إن أفضل الإيمان أن تعلم أن الله عز وجل معك حيث كنت ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة : 6/99 : ( ضعيف )
أخرجه الطبراني في ما انتقاه ابن مردويه عليه ( ق 122/2 ) ، وعنه أبونعيم في الحلية ( 6/124 ) من طريق نعيم بن حماد : حدثنا عثمان بن كثير بن دينار عن محمد بن المهاجر عن عروة بن رويم عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله r : فذكره . وقال أبونعيم : غريب من حديث عروة ، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن مهاجر .
قلت : وهوالأنصاري الشامي ؛ وهوثقة ، وكذلك سائر الرواة غير نعيم بن حماد فهوضعيف من قبل حفظه ، بل اتهمه بعضهم .
وعثمان ؛ هوابن سعيد بن كثير الحمصي .
حديث آخر:
( أفضل المؤمنين رجل سمح البيع ، سمح الشراء ، سمح القضاء ، سمح الاقتضاء ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة : 6/375 : موضوع.
حديث آخر في الباب:
( أفضل المؤمنين إيمانا الذي إذا سأل أعطى و إذا لم يعط استغنى ). عن ابن عمرو مرفوعًا.
قال العلامة الألباني رحمه الله: ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 1036 في ضعيف الجامع .
حديث آخر في الباب:
( أفضل المؤمنين رجل سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء سمح الاقتضاء ).
عن أبي سعيد مرفوعًا.
قال العلامة الألباني رحمه الله: ( موضوع ) انظر حديث رقم ( 1037 )في ضعيف الجامع .
حديث آخر في الباب:
(أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت . عن عبادة بن الصامت مرفوعًا .
قال العلامة الألباني رحمه الله: ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 1002 في ضعيف الجامع .
حديث آخر في الباب:
( أفضل الإيمان أن تحب لله و تبغض لله و تعمل لسانك في ذكر الله عز و جل و أن تحب للناس ما تحب لنفسك و تكره لهم ما تكره لنفسك و أن تقول خيرا أو تصمت). عن معاذ بن أنس مرفوعًا.
قال العلامة الألباني رحمه الله: ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 1001 في ضعيف الجامع .
حديث آخر:
(أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا ؟ قالوا : يا رسول الله الملائكة ؟ قال : هم كذلك ، ويحق ذلك لهم ، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم . قالوا : يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى بالنبوة والرسالة ؟ قال : هم كذلك ويحق لهم ذلك ، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم . قال : قلنا : فمن هم يا رسول الله ؟ قال : أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي ولم يروني ، ويجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه ، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا).
من أشد الناس حبًا لرسول الله صr
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى (2832):
حدّثنا قتيبة بن سعيد حدّثنا يعقوب يعني ابن عبد الرّحمن عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال من أشدّ أمّتي لي حبًّا ناسٌ يكونون بعدي يودّ أحدهم لورآني بأهله وماله.
هذا فيه فضل من آمن بالغيب ,ومما في الباب :
قال الطبراني – ( 1 / 22)
حدثنا بكر بن سهل ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ثنا خالد بن يزيد بن صبيح ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، عن عتبة بن غزوان ، أخي بني مازن وكان من الصحابة أن نبي الله r قال : « إن من وراءكم أيام الصبر ، المتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه له كأجر خمسين منكم » قالوا : يا نبي الله أو منهم ؟ قال : « لا بل منكم » ثلاث مرات أو أربع
قلت هو في السلسلة الصحيحة ( 1 / 892) قال: ( صحيح ) و هو مخرج في ” الصحيحة ” ( 494 ). وورد بلفظ : خمسين شهيدا منكم. ( وإسناده ضعيف ) .
وله شاهد آخر اسناده حسن . وشاهد آخر من حديث أنس وهو مخرج في الضعيفة برقم( 3959).
وقال في صحيح الترغيب والترهيب – ( 3 / 128)( صحيح لغيره )( 3172)
قال الإمام الدارمى رحمه الله تعالى: (2800)
أخبرنا أبو المغيرة قال حدّثنا الأوزاعىّ حدّثنا أسيد بن عبد الرّحمن عن خالد بن دريكٍ عن ابن محيريزٍ قال قلت لأبى جمعة – رجلٌ من الصّحابة – حدّثنا حديثاً سمعته من رسول الله r قال : نعم أحدّثك حديثاً جيّداً ، تغدّينا مع رسول الله r ومعنا أبو عبيدة بن الجرّاح فقال : يا رسول الله أحدٌ خيرٌ منّا أسلمنا وجاهدنا معك؟ قال :« نعم قومٌ يكونون من بعدكم يؤمنون بى ولم يرونى ».
وهو صحيح الإسناد. صححه الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح – ( 3 / 372)وقال: ( صحيح ) .
تنبيه:
وقد جاء بزيادة وهي (« أنبئوني بأفضل أهل الإيمان إيمانا » ، قالوا : يا رسول الله ، الملائكة . قال : « هم كذلك ، ويحق لهم ذلك ، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم ؟ » . قالوا : يا رسول الله ، الأنبياء الذين أكرمهم الله برسالته والنبوة ، قال : « هم كذلك ، ويحق لهم ، وما يمنعهم ، وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم » ، قالوا : يا رسول الله ، الشهداء الذين استشهدوا مع الأعداء . قال : « هم كذلك ويحق لهم ، وما يمنعهم ، وقد أكرمهم الله بالشهادة مع الأنبياء ؟ بل غيرهم » . قالوا : فمن يا رسول الله ؟ قال : « أقوام في أصلاب الرجال يأتون من بعدي ، يؤمنون بي ، ولم يروني ، ويصدقون بي ، ولم يروني ، يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه ، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا »وهي زيادة ضعيفة أو موضوعة قال الألباني رحمه الله: ( موضوع )كما في السلسلة الضعيفة(649 ).
وليس هناك إشكال بين أدلة هذا الباب والباب الذي قبله كما قال الطحاوي في( بيان مشكل الآثار : ( 6 / 102)
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن الذي تلاه علينا من كتاب الله عز وجل والذي ذكره لنا عن رسول الله r لا يدفعان ما روينا عن رسول الله r من الحديث الذي ذكرناه في صدر هذا الباب لأنه قد يجوز أن يكون رسول الله r أراد بما في الحديث الذي رويناه في صدر هذا الباب قوما لم يأتوه إلى أن قال ذلك القول المذكور فيه قد تقدم إيمانهم وتصديقهم به رضوان الله عليهم قبل ذلك ثم حال بينهم وبين إتيانه ما يحول بينهم وبين ذلك من العد والمانع منه ومن عدم ما يحملهم إليه ويبلغهم إياه ولم يقطعهم ذلك عن التصديق له والإيمان به ثم أتوه بعد ذلك فلحقوا بمن تقدمهم قبل ذلك في الإتيان إليه وفي القتال معه وفي الإنفاق في ذلك وفي التصرف فيما يصرفهم فيه كمثل ما عليه من كان معه قبل ذلك وكان ذلك قبل الفتح الذي ذكره الله عز وجل في الآية التي تلونا فتساويا جميعا في هذه الأسباب غير الإيمان به r والتصديق له بظهر الغيب فإنهم فضلوا بذلك من آمن به سواهم ممن كان معه يرى إقامة الله عز وجل الحجج التي لا يتهيأ معها لذوي الأفهام الرد لها ولا الخروج عنها فهذا معنى يحتمله الحديث الذي رويناه في أول هذا الباب مما لا يخرج من الآية التي تلاها هذا القائل علينا ولا من الآثار التي ذكرها لنا عن رسول الله r والله أعلم بحقيقة الأمر في ذلك غير أن هذا ما بلغه فهمنا منه,. والله سبحانه نسأله التوفيق.
قال ابن حجر في فتح الباري
10 / 445)
ومحصّل النّزاع يتمحّض فيمن لم يحصل له إلّا مجرّد المشاهدة كما تقدّم ، فإن جمع بين مختلف الأحاديث المذكورة كان متّجهًا ، على أنّ حديث ” للعامل منهم أجر خمسين منكم ” لا يدلّ على أفضليّة غير الصّحابة على الصّحابة ، لأنّ مجرّد زيادة الأجر لا يستلزم ثبوت الأفضليّة المطلقة ، وأيضًا فالأجر إنّما يقع تفاضله بالنّسبة إلى ما يماثله في ذلك العمل فأمّا ما فاز به من شاهد النّبيّ r من زيادة فضيلة المشاهدة فلا يعدله فيها أحد ، فبهذه الطّريق يمكن تأويل الأحاديث المتقدّمة ، وأمّا حديث أبي جمعة فلم تتّفق الرّواة على لفظه ، فقد رواه بعضهم بلفظ الخيريّة كما تقدّم ، ورواه بعضهم بلفظ ” قلنا يا رسول الله هل من قوم أعظم منّا أجرًا ” ؟ الحديث أخرجه الطّبرانيّ وإسناد هذه الرّواية أقوى من إسناد الرّواية المتقدّمة ، وهي توافق حديث أبي ثعلبة ، وقد تقدّم الجواب عنه والله أعلم .
خير المسلمين للمسلمين
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:(12)
حدّثنا آدم بن أبي إياس قال حدّثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السّفر وإسماعيل بن أبي خالد عن الشّعبيّ عن عبد الله بن عمرورضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه . رواه مسلم رقم (42).
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى: (101)
حدّثنا سعيد بن يحيى بن سعيد القرشيّ قال حدّثنا أبي قال حدّثنا أبوبردة بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله أيّ الإسلام أفضل قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده.
قال النووي رحمه الله في شرحه على مسلم
1 / 118)
قوله : أيّ الإسلام خير ؟ معناه أيّ خصاله وأموره وأحواله . قالوا : وإنّما وقع اختلاف الجواب في خير المسلمين لاختلاف حال السّائل والحاضرين ؛ فكان في أحد الموضعين الحاجة إلى إفشاء السّلام وإطعام الطّعام أكثر وأهمّ لما حصل من إهمالهما والتّساهل في أمورهما ، ونحو ذلك . وفي الموضع الآخر إلى الكفّ عن إيذاء المسلمين.
ومعنى ( تقرأ السّلام على من عرفت ومن لم تعرف ) أي تسلّم على كلّ من لقيته ، عرفته أم لم تعرفه . ولا تخصّ به من تعرفه كما يفعله كثيرون من النّاس . ثمّ إنّ هذا العموم مخصوص بالمسلمين فلا يسلّم ابتداء على كافر . وفي هذه الأحاديث جمل من العلم . ففيها الحثّ على إطعام الطّعام والجود والاعتناء بنفع المسلمين والكفّ عمّا يؤذيهم بقول أوفعل بمباشرة أوسبب والإمساك عن احتقارهم . وفيها الحثّ على تألّف قلوب المسلمين واجتماع كلمتهم وتوادّهم واستجلاب ما يحصّل ذلك . قال القاضي رحمه الله : والألفة إحدى فرائض الدّين وأركان الشّريعة ونظام شمل الإسلام . قال : وفيه بذل السّلام من عرفت ولمن لم تعرف وإخلاص العمل فيه للّه تعالى لا مصانعة ولا ملقًا . وفيه مع ذلك استعمال خلق التّواضع وإفشاء شعار هذه الأمّة . والله تعالى أعلم ,وقوله r : ( من سلم المسلمون من لسانه ويده ) قالوا : معناه المسلم الكامل وليس المراد نفي أصل الإسلام عن من لم يكن بهذه الصّفة ، بل هذا كما يقال : العلم ما نفع ، أوالعالم زيد أي الكامل ، أوالمحبوب . وكما يقال : النّاس العرب ، والمال الإبل . فكلّه على التّفضيل لا للحصر . ويدلّ على ما ذكرناه من معنى الحديث قوله أيّ المسلمين خير ؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده ثمّ إنّ كمال الإسلام والمسلم متعلّق بخصال أخر كثيرة ، وإنّما خصّ ما ذكر لما ذكرناه من الحاجة الخاصّة . والله أعلم .
حديث آخر:
عن سويد ابن حجير عن العلاء ابن زياد قال : سأل رجل عبد الله بن عمروبن العاص فقال : أي المؤمنين أفضل إسلاما ؟ قال النبي صلي الله عليه وسلم: أفضل المؤمنين إسلاما من سلم المسلمون من لسانه ويده وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله وأفضل المهاجرين من جاهد لنفسه وهواه في ذات الله .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة:( 3 / 478 : أخرجه ابن نصر في الصلاة ( 142 / 2 ) بسند صحيح عن سويد ابن حجير عن العلاء ابن زياد قال : سأل رجل عبد الله بن عمروبن العاص فقال : أي المؤمنين أفضل إسلاما ؟ قال … فذكره وفي آخره : قال : أنت قلته يا عبد الله بن عمروأورسول الله r ؟ قال : قال : بل رسول الله r قاله .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات .
( تنبيه ) : كذا وقع في الأصل : وأفضل المهاجرين من جاهد … الخ . ولا يخفى ما فيه ولعل الصواب ما في الجامع الصغير من رواية الطبراني في الكبير عن ابن عمروبلفظ : …. وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وأفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله عنه وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل .
قال المناوي : وإسناده حسن . ذكره الهيثمي . ولبعضه شاهد مرسل بإسناد صحيح بلفظ : الإسلام إطعام الطعام وطيب الكلام والإيمان السماحة والصبر وأفضل المسلمين إسلاما من سلم المسلمون من لسانه ويده وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وأفضل الهجرة من هجر ما حرم الله عليه .
أخرجه ابن نصر في الصلاة ( 143 / 2 ) عن ابن شهاب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عبيد بن عمير أن رسول الله r قيل له : ما الإسلام ؟ قال : إطعام الطعام ….. وهذا إسناد مرسل صحيح .
ثم أخرجه موصولا …. من طريق محمد بن ذكوان عن عبيد بن عمير عن عمروبن عبسة به . لكن محمد بن ذكوان وهو{ الجهضمي } الطاحي ضعيف . ومن طريق سويد أبي حاتم : حدثني عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده به . وسويد هذا ضعيف أيضا ، فالصواب المرسل . وأخرجه الحاكم ( 3 / 626 ) من طريق بكر بن خنيس عن عبد الله بن عبيد ابن عمير عن أبيه عن جده مرفوعا به دون ذكر الطعام والكلام والهجرة وذكر بدلها : أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر .
قلت:وأما حديث جابر بن عبد الله ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ( أسلم الناس إسلاما من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .
قال الألبانى في السلسلة الضعيفة والموضوعة : 6/286 : , شاذ .
أخرجه ابن حبان ( 27 ) من طريق محمد بن معمر : حدثنا أبوعاصم عن ابن جريج : أخبرني أبوالزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله r يقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ظاهره الصحة ؛ فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ، لكن يبدوأن ابن معمر هذا – وهوأبوعبد الله البصري البحراني – وهم في أول متنه ، فقد أخرجه مسلم في الصحيح ( 1/48 ) دون الشطر الأول منه فقال : حدثنا الحسن الحلواني وعبد بن حميد جميعا عن أبي عاصم بلفظ : المسلم من سلم …… .
وقد تابعه ابن أبي ليلى عن أبي الزبير به ؛ لكنه زاد في أوله بلفظ :
أتى النبي r رجل فقال : ….. يا رسول الله ! فأي المسلمين أفضل ؟ قال : …. فذكره .
أخرجه أحمد ( 3/391 ) .
وابن أبي ليلى – هومحمد بن عبد الرحمن – سيىء الحفظ ، لكنه لم يتفرد بهذه الزيادة ، فقد روى الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رجل للنبي r : أي الإسلام أفضل ؟ قال : …. فذكره .
أخرجه الطيالسي ( 1777 ) ، وأحمد ( 3/372 ) ، والدارمي ( 2/299) .
قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم .
ومثل هذه الزيادة في الشذوذ بل النكارة زيادة أخرى رواها محمد بن سنان القزاز : حدثنا أبوعاصم بهذا الإسناد بلفظ : أكمل المؤمنين من سلم ….. .
أخرجه الحاكم ( 1/10 ) وقال : إنها زيادة على شرط مسلم !
قلت : وهووهم ، فإن مسلما لم يخرج للقزاز هذا شيئا ؛ ثم هوضعيف كما جزم الحافظ .
ويشهد لزيادة ابن أبي ليلى ومن تابعه حديث أبي موسى الأشعري قال : قلت : يا رسول الله ! أي الإسلام ( وفي رواية : المسلمين ) أفضل ؟ قال : من سلم …. الحديث .
أخرجه البخاري ( 1/46-47- فتح ، وسلم ، والنسائي ( 2/268 ) ، والترمذي ( 3/318و362 ) ، وأحمد ( 4/391 ) . وقال الترمذي : حديث صحيح غريب .
وأخرجه أحمد ( 2/160و187و191و195 ) من حديث عبد الله بن عمرومثل الرواية الأولى منهما ، وهوعنده من طريق عنه صحح الحاكم ( 1/11 ) بعضها .
وأخرجه الشيخان من طريق أخرى عنه بلفظ : أي الإسلام خير ؟ والباقي مثله . وكذلك أخرجه النسائي .
ثم رأيته من طريق أخرى بلفظ قريب من لفظ الترجمة ؛ …
قلت:وأما حديث ابن عمر ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ( خمس من الإيمان ؛ من لم يكن فيه شيء منهن فلا إيمان له : التسليم لأمر الله ، والرضا بقضاء الله ، والتفويض إلى أمر الله ، والتوكل على الله ، والصبر عند الصدمة الأولى . ولم يطعم امرؤ حقيقة الإسلام حتى يأمنه الناس على دمائهم وأموالهم ، قال قائل : يا رسول الله ! أي الإسلام أفضل ؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وعلامات كمنار الطريق : شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحكم بكتاب الله ، وإطاعة النبي الأمي ، والتسليم على بني آدم إذا لقيتموهم ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة (8 / 42 ): (ضعيف جداً)
أخرجه البزار عن سعيد بن سنان ، عن أبي الزاهرية ، عن كثير بن مرة ، عن ابن عمر ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : … فذكره ، وقال : علته سعيد بن سنان , قال الشيخ الهيثمي : فإنه لا يحتج به .
قلت : بل هو متروك .
أرق الناس أفئدة وألينهم قلوبًا
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا محمّد بن بشّار حدّثنا ابن أبي عديّ عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أتاكم أهل اليمن هم أرقّ أفئدةً وألين قلوبًا الإيمان يمان والحكمة يمانيةٌ والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسّكينة والوقار في أهل الغنم .
رواه مسلم (52).
خيار من في الأرض إيمانًا
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:
قال حدّثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرّحمن عن محمّد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بطريق مكّة إذ قال:« يطلع عليكم أهل اليمن كأنّهم السّحاب هم خيار من في الأرض».
فقال رجلٌ من الأنصار: ولا نحن يا رسول الله , فسكت قال: ولا نحن يا رسول الله , فسكت قال: ولا نحن يا رسول الله فقال: – في الثّالثة كلمةً ضعيفةً- « إلّا أنتم».
وهو في الصحيح المسند للإمام الوادعي رحمه الله.
وهذا الباب والذي قبله فيه فضيلة ظاهرة لأهل اليمن الذين آمنوا بالله وصدقوا المرسلين.
ومن الأحاديث والشروح في الباب من فضائلهم.
قال الإمام البخاري رحمه الله: (4036)
حدّثني عبد الله بن محمّدٍ الجعفيّ حدّثنا وهب بن جريرٍ حدّثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالدٍ عن قيس بن أبي حازمٍ عن أبي مسعودٍ أنّ النّبيّ r قال الإيمان ها هنا وأشار بيده إلى اليمن والجفاء وغلظ القلوب في الفدّادين عند أصول أذناب الإبل من حيث يطلع قرنا الشّيطان ربيعة ومضر.رواه مسلم.
. وقال ابن الصّلاح : فيتعيّن أنّ الّذين جاءوا غيرهم ، قال : ومعنى الحديث وصف الّذين جاءوا بقوّة الإيمان وكماله ولا مفهوم له ، قال : ثمّ المراد الموجودون حينئذٍ منهم لا كلّ أهل اليمن في كلّ زمان انتهى . ولا مانع أن يكون المراد بقوله : ” الإيمان يمان ” ما هو أعمّ ممّا ذكره أبو عبيد وما ذكره ابن الصّلاح ، وحاصله أنّ قوله ” يمان ” يشمل من ينسب إلى اليمن بالسّكنى وبالقبيلة ، لكن كون المراد به من ينسب بالسّكنى أظهر . بل هو المشاهد في كلّ عصر من أحوال سكّان جهة اليمن وجهة الشّمال ، فغالب من يوجد من جهة اليمن رقاق القلوب والأبدان .
وسيأتي شرحه.
أفضل الإيمان
قال عبد بن حميد في مسنده : (302)
حدثنا يعلى بن عبيد ، ثنا حجاج بن دينار ، عن محمد بن ذكوان ، عن شهر بن حوشب ، عن عمرو بن عبسة ، قال : أتيت رسول الله r فقلت : ما الإيمان ؟ قال : « الصبر والسماحة » ، قلت : أي الإسلام أفضل ؟ قال : « من سلم المسلمون من لسانه ويده » ، قلت : أي الإيمان أفضل ؟ قال : « خلق حسن » ، قلت: الحديث سنده ضعيف لكن ليس فقرة منه إلا لها شواهد.
قال الألباني في السلسلة الصحيحة( 2 / 83) : أخرجه أحمد ( 5 / 385 ) عن محمد بن ذكوان عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عبسة .
ثم قال : ثانيا : فقرة أي الجهاد أفضل ؟ ، فقد أخرج أحمد ( 4 / 114 ) من طريق أبي قلابة عن عمرو بن عبسة قال : قال رجل يا رسول الله ما الإسلام ؟ قال : أن يسلم قلبك لله عز وجل وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال : فأي الإسلام أفضل ؟قال : الإيمان قال : وما الإيمان ؟ قال : تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت قال : فأي الإيمان أفضل ؟ قال الهجرة قال : فما الهجرة ؟ قال: أن تهجر السوء . قال : فأي الهجرة أفضل ؟ قال : الجهاد .
قال : وما الجهاد ؟ قال : أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم . قال : فأي الجهاد أفضل ؟ قال : من عقر جواده واهريق دمه ,قال رسول الله r : ثم عملان هما أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلهما حجة مبرورة أوعمرة .
قلت : ورجال إسناده ثقات رجال الشيخين ، فهوصحيح إن كان أبو قلابة – واسمه عبد الله بن زيد – سمعه من عمرو فإنه مدلس وعلى كل حال فهذه الفقرة ثابتة بمجموع الطريقين والله أعلم .
خامسا : فقرة الصبر والسماحة . لها شاهد من حديث جابر وله عنه طريقان .
الأولى : عن الحسن عنه أنه قال : قيل يا رسول الله أي الإيمان أفضل ؟ قال: الصبر والسماحة . أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( ق 184 / 2 ) ورجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن وهوالبصري مدلس ولم يصرح بالسماع .
الثانية : عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر . أخرجه ابن أبي الدنيا في الصبر ( 43 / 2 ) وابن عدي في الكامل من طريق أبي يعلى .
قلت : ويوسف هذا ضعيف لكن الحديث قوي بمجموع طرقه الثلاث .
سادسا : فقرة حر وعبد . أخرجها مسلم في صحيحه ( 2 / 208 – 209 ) من طريق أخرى عن عمروبن عبسة .
مؤمن مجاهد
قال الإمام البخاري : (2634)
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عطاء بن يزيد الليثي أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه حدثه قال : قيل يا رسول الله أي الناس أفضل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ) . قالوا ثم من ؟ قال ( مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره )
[ 6129 ] [أخرجه مسلم في الإمارة باب فضل الجهاد والرباط رقم( 1888).
وأما حديث : ( إن أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله ) .
فقد قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة : 6/549 : ( ضعيف )
أفضل الناس مؤمن بين كريمين .
قال الإمام عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله: (20642)
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن رجل من قريش قال : قال رسول الله r : يوشك أن يغلب على الناس – أو على هذا الامر – لكع بن لكع ، وأفضل الناس مؤمن بين كريمين ، قال معمر : فقال رجل للزهري : ما كريمين ؟ قال : شريفين موسرين ، ، قال : فقال رجل من أهل العراق : كذب ، كريمين : تقيين صالحين.
وهو عند الطبراني في المعجم الكبير : ( 13 / 428) من طريق الزّهريّ، عن عبد الرّحمن بن عبد الله بن كعب بن مالكٍ، عن أبيه، عن جدّه، أنّ النّبيّ r سئل،”أيّ النّاس أفضل؟، قال: مؤمنٌ بين كريمين”.
وهو عند الطبراني في المعجم الأوسط: (10 / 390)من طريق الزهري ، عن سعيد بن المسيب قال : سمعت عمر بن الخطاب ، يقول : قال رسول الله r : « لا تذهب الدنيا حتى يملكها لكع (1) بن لكع ، وخير الناس مؤمن بين كريمين » مشكل الآثار للطحاوي – ( 5 / 58) فأحسن ما حضرنا فيه أن يكون المراد به مؤمن بين كريمين ، أي : مؤمن بين أب مؤمن هو أصله ، وابن مؤمن هو فرعه ، فيكون له من الإيمان موضعه منه بإيمان نفسه ، وله موضعه منه بإيمان ابنه الذي كان دونه رفعه الله عز وجل إلى منزلته ، ليقر به عينه ,…
وقال: ويكون له موضعه أيضا بإيمان أبيه . ومن ذلك ما قد رويناه فيما تقدم منا في كتابنا هذا عن النبي r : « إذا مات الرجل فقد انقطع عمله إلا من ثلاثة : من ولد صالح يدعو له ، أو من علم بثه ، أو من صدقة جارية » ومن جمع هذه الثلاثة أشياء فقد جمع ما عسى أن يكون قد اجتمع له به خير الدنيا وخير الآخرة ، وإنما اخترنا في هذا تأويل الكرم أنه التقوى ؛ لأن الله تعالى قد قال في كتابه : إن أكرمكم عند الله أتقاكم ؛ ولأن النبي r قد قال مشكل الآثار للطحاوي – ( 5 / 58) عن الزهري قال : أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن أبيه قال : أخبرني رجل ، من أصحاب النبي r ، عن رسول الله r قال : « يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع بن لكع ، وأفضل الناس مؤمن بين كريمين ».
قال الألباني في السلسلة الصحيحة:( 4 / 9 ):( يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع ، وأفضل الناس مؤمن بين كريمين) .
أخرجه الطحاوي في المشكل ( 2 / 428 ) : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي عبد الله بن وهب أخبرني إبراهيم بن سعد الزهري عن الزهري أخبرني عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه : أخبرني رجل من أصحاب النبي r عن رسول الله r قال : فذكره.
ثم أخرجه من طريق عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني عبد الملك بن أبي بكر أن أبا بكر بن عبد الرحمن أخبره أن بعض أصحاب رسول الله r قال : ثم ذكر مثله ولم يرفعه .
قلت : وهذا إسناد فيه ضعف ، عبد الله بن صالح وإن احتج به البخاري فقد تكلم فيه من قبل حفظه . وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب وإن احتج به مسلم ، فقد قال الحافظ : صدوق تغير بأخرة . وقد خولف في رفعه ، فقال الإمام أحمد في مسنده ( 5 / 430 ) : حدثنا أبوكامل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن هشام عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن بعض أصحاب النبي r قال : فذكره موقوفا ، قال أحمد عقبه : لم يرفعه .
قلت : وهذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل ، واسمه مظفر ابن مدرك الخراساني وهوثقة ، وهووإن كان موقوفا ، فهوفي حكم المرفوع ، لاسيما وقد ذكره السيوطي في الجامع الكبير من حديث أبي ذر مرفوعا بلفظ : أفضل الناس يومئذ … والباقي مثله سواء وقال : رواه العسكري في الأمثال والديلمي وسنده حسن .
قال المناوي في فيض القدير : (2 /65)
(أفضل الناس مؤمن بين كريمين) أي بين أبوين مؤمنين سخيين فيكون قد اجتمع له الإيمان والكرم وفيه وفي أبويه فلحيازته شرف الإيمان والكرم وفي أبويه من جهة نفسه ومن جهة أبويه صار أفضل أو بين أب مؤمن هو أصله وابن مؤمن هو فرعه فهو بين مؤمنين هما طرفاه وهو مؤمن أو بين فرسين يغزو عليهما أو بين بعيرين يستقي عليهما ويعتزل الناس ؟ أقوال وأصل الكرم من كرم نفسه أي نزهها وباعدها عن الدنس بشئ من مخالفة ربه.
أفضل العبادة
قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين :
حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان ثنا محمد بن أيوب الرازي و إبراهيم بن شريك الكوفي قالا : ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس و عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما : أفضل العبادة هو الدعاء وقرأ { و قال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } المستدرك [1 / 668 ]
قال الألباني في السلسلة الصحيحة
مرتبط