«

»

العلامة الثانية . البعد عن العلماء الذين هم ورثة الأنبياء

قال الله تعالى:﴿وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [المائدة: 49].

ومن علامة أهل الزيغ والعناد والبدعة والفساد، البعد عن علماء الأمة، والنأي عن أهل السنة الذين يفتون بالدليل، ويقولون الحق في كل زمان ومكان.

وقد روى الشيخان عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ﷺ قال:” إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من قلوب الناس ولكن ينتزع العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالًا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا وفي رواية: “فأفتوا برأيهم” ([1]).

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول ﷺ قال: « إن العلماء ورثة الأنبياء وان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر» والحديث ثابت بشواهده.

ويقول تعالى ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43].

ويقول الله عز وجل ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا [طه: 114] .

فعُلم من هذه الأدلة أن البعد عن العلماء سبيل المجرمين وأن مخالفة قول العلماء من الضلال المبين.

ولا فرق بين المعرض عن العلماء ورثة الأنبياء حقًا والمعرض عن رسول الله لأنهم ورثتهم.

ويقول الله عز وجل: ﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴾ [ فصلت: ١٣].

فانظروا أيها الناس وأعلموا أن المعرض ربما يعتقد أنه على حق وهو معرض عنه فيكون سببا لجهله أو بدعته أو فسقه المؤدي به إلى غضب ربه والعياذ بالله.

فلا تعرض عن العلماء الذين يبصرون الناس وإن رأيت المعرضين فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغًا، وإلا فاعرض عنهم الجاهليين واهجرهم هجرا جميلًا.

واهجر ولو كل الورى في ذاته       لا في رضاك وطاعة الشيطان

ويقول الله تعالى ﴿ ﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [المائدة: 49].

وقال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [العنكبوت: 51].

ويقول الله تعالى ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء: 83] .

ويقول الإمام البربهاري رحمه الله: وعليك بالآثار وأهل الآثار وإياهم فاسأل ومعهم فاجلس ومنهم فاقتبس ” وفق الله المسلمين لكل خير ودفع عنهم كل سوء.

([1]) رواه البخاري، في كتاب الاعتصام (9/100) [7307].

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام هذه HTML الدلالات والميزات: