فيقول الله تعالى في كتابه الكريم، في نبيه نوح وبعض الأنبياء: ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾[الصافات: 78-80].
وتفسير الآية: أي تركنا عليهم الذكر الحسن، فيمن بعدهم، وكذلك نجزي المحسنين: أي يذكروا بخير، ولما كان هذا وعد من الله حق، ومن أصدق من الله قيلاً.
نبذة مختصرة ص 3]
فإليكم بعض جهودهم الظاهرة، التي تدل على إخلاصهم ونفعهم للأمة والإسلام والمسلمين، والتي تدل على بعدهم من الدنيا، وإقبالهم على العلم والتعليم، فترى فيهم المحدثين الفقهاء، والبلغاء والشعراء، والأدباء، والقراء المقرئين والفقهاء الفاهمين، والقائمين والصائمين، والخطباء البارعين، والمؤلِّفين والمحققين، والحافظين للمتون والشارحين للأصول كباراً وصغاراً، على تفاوتهم في الفنون، وتخصص بعضهم في بعضها. لا يعلمون بسنة إلا طبقوها، ولا علم نافع من علوم الدين إلا درسوه، ولا متن مفيد إلا حفظوه فأروني ماذا صنعت جامعات الحزبين، ومنتديات القطبيين، وأروني جهود المبتدعة العلمي؟، فليفهم اللبيب، وليعرف النجيب أن الفرق واسع، والبون شاسع بين دار الحديث وغيرها، وما كان ذلك كله إلا فضل من الله ورحمة، ولذا بارك فيها، والله ذو الفضل العظيم. ص 6[
دروس الشيخ يحيى : وتشتمل إلى جانب دراسة الكتب .. على قراءة للمتون ومذاكرة للفوائد وإنشاد الأشعار ومسائلة العلم، ، ومذاكرة العلم، وإجابة الأسئلة. وترسيخ عقيدة أهل السنة والجماعة واحترامهم ،وجرح أهل البدع وإهانتهم ،وغيرها من الفوائد النفيسة المباركة، التي يلقيها بعد موت الإمام الوادعي فضيلة شيخنا يحيى بن علي الحجوري أسأل الله أن يعينه ويسدده, فكم استفدنا منه فوائد تشد لها الرحال وكم يزداد الإيمان والتوحيد بوصاياه، ونصائحه المهمة، ولو لم يكن في الجلوس بدماج إلا دروسه ومجالسته، التي نتعلم منها العلم والأدب جميعاً _ وليس الخبر كالمعاينة _ لكفت في الفائدة وزيادة الإيمان والثبات على السنة أسأل الله أن لا يحرمنا هذا الخير، وأن لا يجعل لفتنة الدنيا إلى قلوبنا سبيل وأن يعيذنا من الفتن التي أخرجت من هذه الدروس والجلسات كثيرا من المحبين للخير وكثيراً ممن في قلوبهم كبرٌ ما هم ببالغيه أو كسل ٌفي طلب العلم أو ملل ٌفي زيادة بعض وقت في ازدياد الخير ،أو حسد منهم على ما ءاتى الله شيخنا أبا عبد الرحمن يحيى من فضله ،إلى غير ذلك مما يحصل في أوساط مثل هؤلاء هداهم الله. نعوذ بالله من زوال نعمته وتحول عافيته وفجاءة نقمته وجميع سخطه . ص11)