بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة من هنا بيدي اف
نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد قال تعالى: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَـهُمُ الغَالِبُونَ﴾[الصافات: 173].
وقال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾[غافر: 51].
وإن ابتلي الرسل ورموا بالشتائم وبما لا يرضوه فإن وعد الله حق: ولابد أن يتهم ورثة الأنبياء بنظير ما اتهم به رسل الله، ولا بد من نصر الله لهم كما وعد الله تعالى بذلك، وباختصار فإن شيخنا مقبلًا ‑ رحمه الله ‑ لما كان صداعًا بالحق رمي بالتهم الكاذبة، وتكلم فيه بالكذب، والبهتان فمنهم من رماه بالمبدل، ومن من رماه بالمغير، ومنهم من رماه بالمتخلف، ومن رماه بالمتسرع، ومن هذه التراهات التي لا تصدر إلا من مكابر، ثم نصره الله على من عاداه من أهل الباطل فنفذ كلامه في المجتمع، وأصبح أهل الباطل مهجورين منبوذين وراء الدنيا والمصالح الفانية لا هم لهم في العلم ونشره، فرحمه الله.
ثم استخلف بعده الشيخ يحيى بن علي الحجوري رعاه الله: وقال لأهل بلده وأقرباءه في وصيته: وأوصيهم بالشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري خيراً وألا يرضوا بنزوله عن الكرسي فهو ناصح أمين .
وصدق تفرسه وثقته به فلم يسكت عن باطل يراه مضرًا للأمة بل صدع بالحق، ونزل ميدان الحروب فبارز المفترين على دين الله وضارب بسيفه الغوغاء الذين يدعون الناس إلى الباطل مع سيره في العلم، وإخراجه للكتب وقيامه لليل، وإجابته عن الأسئلة، واستقباله للضيوف وتدريسه لأهله وطلابه فبارك الله له في ما أعطاه.
ومما قاله الشيخ مقبل فيه؛ ليُعلم ما كان عليه من الجد والخير.
قال الشيخ ‑ رحمه الله ‑ في مقدمة ” إصلاح المجتمع ” فقد اطلعت على ما كتبه الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري على إصلاح المجتمع للبيحاني ‑ رحمه الله ‑ وقد بذل الشيخ يحيى ‑ حفظه الله ‑ جهدًا مشكورًا في تخريج أحاديثه، وتحقيق ألفاظه، ومعانيه، وتنبيهات قيمة على بعض الأخطاء التي حصلت للمؤلف ‑ رحمه الله ‑ فأصبحت تخاريج الحديث مرجعًا ينبغي لطالب العلم أن يقتنيه ولو من أجل التخريج.
ثم قال: والأخ الشيخ يحيى بن علي الحجوري ‑ بحمد الله ‑ قد أصبح مرجعًا في التدريس والفتاوى ‑ أسأل الله أن يجزيه خيرًا‑ وأن يبارك في علمه وماله وولده.. إنه جواد كريم إهـ.
وقال ‑ رحمه الله ‑ في مقدمة كتابه” أحكام الجمعة وبدعها “:
فقد اطلعت على كتاب الجمعة للشيخ يحيى بن علي الحجوري، فوجدته كتابًا عظيمًا فيه فوائد تشد لها الرحال، والشيخ يحيى ‑ حفظه الله ‑ في غاية من التحري، والتقى، والزهد والورع وخشية الله وهو قوال بالحق، لا يخاف في الله لومة لائم: وهو ‑ حفظه الله ‑ قام بالنيابة عني في دروس دار الحديث بدماج يلقيها على أحسن ما يرام.. ثم قال: ‑ فجزى الله أخانا الشيخ يحيى خيرًا‑ وهنيئًا له لما حباه الله من الصبر على البحث والتنقيب عن الفوائد الحديثية والفقهية فهو كتاب أحاديث وأحكام إلخ.. كلامه رحمه الله.
وقال في مقدمة كتاب الشيخ ” ضياء السالكين في أحكام وآداب المسافرين”:
أما بعد فقد قرئ علي شطر رسالة السفر لأخينا في الله الشيخ الفاضل التقي الزاهد المحدث الفقيه أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري ‑حفظه الله ‑ فوجدتها رسالة مفيدة فيها فوائد تشد لها الرحال اشتملت على فوائد حديثية من جرح وتعديل وتصحيح، وتضعيف وعلى فوائد فقهية من استنباط أحكام وتفسير غريب وتوضيح مبهم شأنه في رسائله الأخرى وإني لأرجو أن ينفع الله به وبمؤلفاته الإسلام والمسلمين، والأخ الشيخ يحيى هو ذلك الرجل المحبوب لدى إخوانه لما يرون فيه من حسن الاعتقاد، ومحبة السنة، وبغض الحزبية المساخة، ونفع إخوانه بالفتاوى التي تعتمد على الدليل ‑ أسال الله أن يحفظه‑ وأن يدفع عنه كل سوء ومكروه، وأن يعيذنا وإياه من فتنة المحيا والممات.
وقال في مقدمة الصبح الشارق في الرد على ضلالات عبد المجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق:
أما بعد: فقد اطلعت على جل رسالة أخينا في الله الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري ‑ حفظه الله ‑ فألفيته قد أجاد وأفاد في رده على عبد المجيد الزنداني فلله دره من باحث ملم بحواشي الفوائد من عقيدة وفقه، وحديث وتفسير وصدق ربنا إذ يقول: ﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ﴾[الأنفال: 29].
فالشيخ ‑ يحيى حفظه الله ‑ فتح الله عليه بسبب تمسكه بكتاب الله وسنة رسولهﷺ.
وقال الشيخ النجمي في مقدمته للكتاب: فقد أرسل إليَّ الشيخ الجليل أخونا في الله يحيى بن علي اليمني الحجوري كتابه الذي ألفه في الرد على عبد المجيد الزنداني الذي قصد به الرد عليه في شطحاته التي دونها…. إلخ قوله: ولهذا تعلم أن الزنداني قد غش قومه.
وقال الشيخ مقبل ‑رحمه الله ‑ في مقدمة كتاب الشيخ: ” أحكام التيمم” فقد اطلعت على ما كتبه الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري في التيمم فوجدته حفظه الله قد أودعه فوائد تشد لها الرحال من كلام على الحديث وعلى رجال السند، واستنباط مسائل فقهية بما يدل على تبحره في علم الحديث والفقه، ولست أبالغ إذا قلت أن عمله في هذا يفوق عمل الحافظ في الفتح في هذا الباب من بيان حال محل حديث، وبيان درجته ولست أعني أن الأخ الفاضل يحيى أعلم من الحافظ في علم الحديث، ولكن الأخ يحيى أتقن ما كتبه في هذا الشرح المبارك أعني ” شرح المنتقى” لابن الجارود، والبركة من الله ‑ فجزاه الله الجميع خيرًا‑.
وقال فيه في ترجمته: من حفاظ كتاب الله سمعت بعض دروسه التي تدل على استفادته وهو قوي في التوحيد.
فهذه الإرشادات من الشيخ مقبل ‑ رحمه الله‑ التقي الذي يقول: بعلم وبخوف من الله تدلنا جميعًا على فضيلة هذا الشيخ وجهده المبارك فالعلم ونشره ناهيك عمّا له من الأعمال بينه وبين الله، ولا بد.
وكذلك قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: الدعوة السلفية مقصودة وأنت مقصود. ([1]).
وقال: فجزى الله الشيخ الفاضل المحدث الفقيه خليفة الشيخ مقبل رحمه الله في داره وعلى الدعوة خيرًا.
وقال الشيخ محمد الإمام: لايطعن في الشيخ العلا مة يحيى الحجوري إلا جاهل أوصاحب هوى. أو بمعناه. ([2])..
وقال الشيخ عبد العزيز البرعي: فالشيخ يحيى شامة في وجوه أهل السنة وتاج على رؤوسهم. ([3]).
وقال الشيخ عبد الله بن عثمان :الذي يتكلم فيه و في ….- إخوانه المشائخ – فاتهمه على الإسلام.
هذا مع احترامه لإخوانه العلماء في اليمن وانظر ثناءه عليهم في كتابه الطبقات.
فلا يبلغ هذا إلا وعنده عبادة لله ترفعه عند الصالحين وطلبة العلم، فاحذر يا من يعادي أولياء الله، أو يتكلم فيهم بلا علم ويقين أن يحاربك مولى المؤمنين.
الرد على من رمى الشيخ يحيى بالتبديل
وهناك أمور يدعي بعض الكذابين أن الشيخ يحيى وفقه الله قد غير فيها وبدل في مركز الإيمان ومنارة الإسلام دار الحديث بدماج وتالله لهو قول باطل وصاحبه مأزور غير مأجور فالشيخ يحيى لم يغير ولم يبدل وعلى المدعي لذلك إبراز حجته إن كان من الصادقين , نعم تغير بعض الشيء ولكن إلى الأحسن والأفضل والشاهد أبر برهان ياعميان البصيرة .
ففي التمسك بالسنة كان الإمام الوادعي رحمه الله في اليمن داعيًا من دعاة السنة . وكان فيها من هو أذكى منه وأبلغ منه وأحفظ منه ولكنه كان معظمًا للسنة حريصًا عليها وعلى العمل بها ونشرها والحرص على السنة توفيق من الله وهكذا علم القاصي والداني من حياة العلامة اليماني مقبل بن هادي الوادعي فكم من سنة أحياها ودافع عنها وربما فسق وضرب من أجلها . وانظر باختصار ما ذكره أخونا السلفي عبدالحميد الحجوري في كتابه [[البيان الحسن فيما أحياه الوادعي من السنن]] واعلم رحمك الله أن خليفته من بعده كذلك لا يزال حريصًا على السنة ثابتًا عليها ساعيًا في نشرها وكثيرًا ما سمعنا يقول: العمل بالسنة راحتنا ويذهب الله به البلاء عنا وربما يقول لطلابه: من يعلم سنة ما قد عملنا بها فيذكرنا حتى نعمل بها وجزاه الله خيرًا , وبهذا يرفع الرجل كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (يرفع الله الرجل بقدر تمسكه بالسنة، وكم يفرح بتطبيق السنة ويعظم من يتمسك بها وفقنا الله والمسلمين بالثبات على السنة والعمل بها.
وأما انتشار العلم والسنة والدعوة السلفية ففي عهد الإمام الوادعي رحمه الله انتشر العلم والسنة في اليمن بحمد الله ومنته انتشارًا لم يسبق إليه منذ قرون كثيرة وهكذا في عهد خليفته من بعده انتشرت السنة بفضل الله والعلم والدعوة السلفية أوسع بكثير مما كانت عليه وهذا مشاهد ومعروف فكم من وفود للسنة أقبلوا إلى دار الحديث بدماج لم يفدوا من قبل فأعداد هائلة تفد إلى المراكز تنهل منها العلم والسنة وخاصة دار الحديث بدماج من اليمن وخارج اليمن والفضل لله و حده وهذا يدل على إخلاص وجهد الخليفة البار الشيخ يحيى من بعد موت الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.
وأما التميُّز فكان شيخنا مقبلًا رحمه الله حريصًا على التميز سائرًا عليه كما كان عليه السلف الصالح رحمهم الله أمثال الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ويحيى بن سعيد القطان وشيخ الإسلام بن تيمية رحمهم الله جميعًا وكان الشيخ مقبل على ذلك سائرًا فكم طرد من مركزه من مبتدع ومريض من أجل التميز في الدعوة إلى الله والتصفية لأهلها التي هاجر من أجلها الأنبياء , وفارقوا أوطانهم وكلف السلف الصالح أنفسهم فطعنوا في المبتدعين وحذروا من المبطلين من أجل سلامة هذا الدين والحرص على أبناءه الصالحين وصيانة جناب الدعوة إلى الله من كل دخن وزيغ.
فكم طرد من مركزه رحمه الله مجموعة من الزائغين المندسين أمثال أبي عبدالله السوداني وغيره…ليتميز الخبيث من الطيب قال تعالى: ﴿ ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه…﴾.
وكذلك خليفته من بعده حفظه الله سائر على هذا السير فكم طرد من مفتون وأخرج من مكابر ومبتدع من المركز بلا مداهنة وبدون تجميع وتلفيق فاللفيف لا ينفع وإن كثر، وبهذا تصفى الدعوة السلفية وتقطع طريقها إلى الجنة بإذن الله مولاها.
وأما الجرح والتعديل والشدة على أهل البدع فهو من ديننا بلا شك وقد تكلم العلماء رحمهم الله على مشروعيته في كتب كثيرة وقد سار عليه الإمام الوادعي رحمه الله كما سار عليه السلف قبله وكذلك شيخنا يحيى رعاه الله لم يقصر فيه بل وفى به من دون إفراط ولا تفريط، وانظر باختصار كتاب [[المجروحون عند الإمام الوادعي رحمه الله]] لأخينا في الله عادل السياغي وكتاب [[مشروعية النصح والتحذير من دعاة الجهل والتغرير..]] لشيخنا يحيى رعاه الله فترى الشيخ والتلميذ وسيرهما واحد وكأنهما شربا من حليب واحد.
وأما طلاب دار الحديث ففي عهد شيخنا مقبل رحمه الله لم يتجاوزوا الألف والنصف منه.
وفي عهد خليفته بحمد الله زادوا على الأربعة ألف والثلاثة الألف وازدادت المباني إلى أعلى الجبل في دماج وبني في سقف البيوت حتى لم يوجد لبعضهم أرضًا يبني له بيتًا (وهذا فضل الله) ببركة النصح والعدل والتصفية والتربية.
وأما التأليف ففي عهد شيخنا مقبل رحمه الله خدمت المكتبة الإسلامية من قبَل الشيخ وطلابه خدمة فائقة ومات الشيخ وقد خدم التراث بخمسين مؤلفًا منها الكبير والصغير وكذلك في عهد شيخنا يحيى كثرت المؤلفات في شتى فنون العلم من دماج خاصة ووصلت رسائل لشيخنا يحيى إلى الآن فوق سبعين مؤلفًا كبيرًا ورسالة وكذلك ازدادت بحوث الطلاب وشروحاتهم ونظمهم ونثرهم, فالحمد لله على نعمه.
وأما الدروس فكانت بحمد الله قائمة بعهد الشيخ رحمه الله على ما يرام، وكان حريصًا عليها أشد الحرص، وربما قام إلى درسه وهو في أشد المرض والتعب، وكان يقول: (لو خيرت بين أن أكون رئيسًا أو أن أكون هنا لاخترت أن أكون في هذا المكان، وكذلك الشيخ يحيى حفظه الله ورعاه عرف منه هذا الصغير والكبير و العدو والصديق حتى أنه ربما تمر السنة والشهر ولا يغيب عن دروسه العلمية وربما شرب أكثر من حبه للصداع لأجل الخروج إلى الدرس خوفًا من الانقطاع عن طلب العلم، وربما أراد إخراج المغذية من جسده لحضور الدرس، فجزاه الله خيرًا ورحم الله شيخه رحمة واسعة.
وكذلك الدروس في المركز أحيانًا تصل إلى ثلاثين درسًا تفتح في الأسبوع أو عشرين أو أقل أو أكثر وهذه البركة من الله فعلى من يدعي التفريق بين الدار في حياة الإمام الوادعي رحمه الله وبين حال الدار في حياة خليفته الناصح الأمين أن يتقي الله في نفسه وأن ينظر ما إلى ما يخرج من فيه فوالله ما رأينا فرقًا ولا اختلافًا ولكن رأيناهما سيان بل وربما ازداد الخير وهذا أمر مشاهد معلوم، والله المستعان على ما تصفون.
وأما حفظ العلم فأقول: وفق الله الإمام الوادعي رحمه الله لحفظ العلم وحفظ السنة وربما كان يجزم أن الحديث ليس في الصحيحين أو ليس في الكتب الستة وهذا دليل على إطلاعه وقوة حفظه، وكذلك شيخنا رعاه الله فقد وفقه الله لحفظ القرآن وبعض القراءات وحفظ كثير من السنة حتى لا يكاد يفوته حديث يسأل عنه وحفظ ألفية بن مالك وملحة الإعراب واللامية في الصرف، والرحبية في الفرائض والطحاوية في العقيدة، وكثير من المتون الحديثية, وكما قيل……
فاحفظ فكل حافظ إمام
وأما التواضع وهذا ظاهر في حياة الشيخين معًا من تواضعهم ولين جانبهم وربما كان الشيخ مقبل رحمه الله يستقبل الضيوف ويكرمهم ويترك المجال للأولاد الصغار يقرؤون متونهم, ويلاطفهم أشد الملاطفة وكذلك حال شيخنا الناصح الأمين وهذا أمر مشاهد بتواضعهم جميعًا وإجابة الأسئلة في أي وقت وإجابة الدعوة وقبول الهدية وأن هانت فجزاهم الله خيرًا.
وكانت الأخوة بحمد الله في عهد الإمام الوادعي –رحمه الله- موجودة محمودة , وهي بحمد الله في عهد خليفته أوفر وأعظم وأكثر مما كانت عليه قبل, قد يقال: لماذا ؟
أقول: لأنه خرج من الدار كل مريض ومدسوس, وكل كسول ومنكوس, فمن قبل , كان فيها بعض المرضى, كأبي عبيدة الزاوي, ومحمد الحاشدي, كان كل واحد منهما يطعن في الآخر, بهواه لا بهداه , وكان فيها أحمد بن منصور , وبعض الحسَدة للشيخ يحيى – رعاه الله- ظلمًا وبغيًا , وكان فيها بعد ذلك ياسين العدني, وأبو مالك الرياشي, كان بعضهم أعداء بعض, وكلٌ أصحاب هوى, وغير هؤلاء من مريدي البغي, وذهاب الأُخوة في دار الحديث, فكان الشيخ يحيى –رعاه الله- له اليد الطولى , وقدم السبق بعد شيخه في وضع الإخاء والمؤاخاة, والمودة والمحبة بين طلاب دار الحديث, كبيرهم والصغير, فحاول الإخاء بين المتشاحنين ما استطاع, فمن لا يريد الإصلاح والهدى وركب الهوى والغوى خرج من دماج مطرودا مدحوراً, أمثال المذكورين سابقاً, وغيرهم, ومن أراد الهدى وطلب العلم, أصلح الله له حاله ومئآله , كما قال الله تعالى: ﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾.
فيا أيها المدّعي أن الأخوة ضعفت في دار الحديث أخطأت , أو كذبت , أو أسأت الظن, فاتق الله في نفسك, وتأكد مما تقول, فإن الله سالك عما تقول, وأعلم أنك تفتري على أناس من أخيار خلق الله , وعلى طلبة العلم , في مكان من أشرف الأماكن في هذا الزمان.
كتب الشيخ يحيى حفظه الله
وانظر تآليفه مع أعماله ‑ حفظه الله ‑ فلم يتكاسل ويشغل عن البحوث النافعة، بل وصلت كتبه فوق الستين رسالة فمنها:
-
المبادئ المفيدة في التوحيد والفقه والعقيدة.
- الصبح الشارق في الرد على ضلالات عبد المجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق.
- الحجج القاطعة على أن الروافض ضد الإسلام على ممر الدهور بلا مدافعة.
- أحكام الجمعة وبدعها.
- توضيح الإشكال في أحكام اللقطة والضوال.
- أحكام وآداب المسافرين.
- أحكام التيمم.
- حشد الأدلة على أن اختلاط الرجال بالنساء وتجنيدهن من الفتن المضلة.
- فتح الوهاب في حكام البصاق في القبلة وحكم المحراب.
- كشف الوعثاء بزجر الخبثاء الداعين إلى مساواة الذكر بالأنثى.
- الأسئلة الشعرية
- إتحاف الكرام بأجوبة الزكاة والحج والصيام.
- فتوى حول الدراسة الاختلاطية.
- الأجوبة السنية في كشف بعض أباطيل الصوفية.
- نصيحة للتجار بالبعد عن نشر الأضرار.
- الرياض المستطابة في مفاريد الصحابة.
- النصيحة المحتومة لقضاة السوء وعلماء الحكومة.
- اللُمع على كتاب إصلاح المجتمع.
- كشف التلبيس والكذب في قول الصوفية لا يوجد شرك في جزيرة العرب.
- شرعية الدعاء على الكافرين والرد على القرضاوي المهين.
- إرشاد ذوي الفطن لما في الاختلاط الجامعي من الفتن.
- تحذير النبلاء من التشبه بالنساء.
- تربية البنين.
- مشاهداتي في بريطانيا
- أحكام الجنائز.
- أحكام الهدي والأضاحي.
- شرعية النصح والتحذ ير من دعاة التغرير.
- الطبقات لما حصل بعد موت الوادعي من الحالات.
- إرشاد ذوي الفطن لما في الاختلاط الجامعي من الفتن.
- الوسائل الخفية لضرب الدعوة السلفية.
- الثوابت المنهجيه.
- جلسة ساعة في الرد على مفتي الإذاعة.
- الأدلة الزكية في بيان أقوال الجفري الشركية.
- السيل العريض الجارف لبعض ضلال الصوفي عمر بن حفيظ.
- البدر التمام في رثاء شيخ الإسلام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله. له حفظه الله وجماعة.
- الحث والتحريض على تعلم أحكام المريض.
- تحقيق (مقدمة سنن الدارمي) المسمى (العرف الوردي).
- تحقيق ( أخلاق العلماء للآجري).
- تحقيق ( وصول الأماني بأصول التهاني للسيوطي.
- الأربعون الحسان في الاجتماع على الطعام.
- شرح كتاب المنتقى.
- التحذير من أهم الصوارف عن الخيرات.
- قرة العينين بأجوبة فتاوى الصيادين. جمع وتعليق إحسان اللحجي.
- الإتحافات بتلخيص الحاوي للسيوطي ‑ رحمه الله‑ وبيان ما فيه من الشطحات.
- شرح لامية ابن الوردي.
- فتاوى القوات المسلحة.
- فتوى في خروج المرأة للدعوة إلى الله.
- فتاوى الأطباء والطب.
- الإفتاء للأسئلة الواردة من دول شتى.
- استخراج الأحاديث المعلة من السنن الكبرى للبيهقي.
- التبيين لجهالات الدكتور أحمد بن نصر الله , في انتقاداته على كتاب الصحيح المسند ومدى خطورته على كتب المحدثين . في مجلد.
- فهرسة علل الدارقطني.
- اختصار البداية والنهاية.
- صالح البكري المفتون.
- تحقيق فتح الباري شرح صحيح البخاري. له حفظه الله مع مجموعة من الطلاب.
- تحقيق رسالة ما لا يثبت فيه حديث، للفيروزآبادي.
- اختصار البرهان في علوم القرآن.
- مجموعة خطب . مفرغة.
- فتاوى أحكام الإسلام. مفرغة.
- تحقيق سنن البيهقي الصغرى.
-
وأما شروحه فمنها
-
شرح الأصول الثلاثة.
- شرح العقيدة الواسطية.
- شرح البيقونية.
- شرح التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير.
- شرح العقيدة الطحاوية.
- شرح الرسالة الوافية.
- شرح كتاب التوحيد.
- شرح ملحة الإعراب.
- شرح وتحقيق مقدمة سنن الدارمي.
- لامية شيخ الإسلام.
- شرح القيروانية.
- شرح السفارينية.
- شرح الأربعين النووية.
- شرح لامية ابن الوردي.
- تعليقات على كتاب علل ابن رجب .
- على كتاب زاد المعاد.وعلى الأذكار للنووي وكتاب سبل السلام وكتاب حادي الأرواح وكتاب الأيمان الأوسط لشيخ الإسلام. وكتب أخرى.ولوعدت الكتب التي راجعها ونقحها وقدم لها لكانت فوق المائة فجزاه الله خيرًا على هذا العمل الحسن والجهد العظيم.
-
جعلت مؤلفاته وشروحه وعلومه مباركة لما وفقه الله لحفظ القرآن وتعظيمه وحفظ رياض الصالحين وشيء كثير من سنة رسول الله حتى أنه لا يسأل عن حديث إلا ويذكر منه علماً إلا في النادر وكذا ألفية ابن مالك وملحة الإعراب والرحبية ولامية الأفعال ومنظومة العمريطي وشيء طيب من المتون العلمية في بداية طلبه .
-
وهناك شروح أخرى ومواضيع مسجلة مما يزيد على أكثر من الفينبسم شريط علمي.
عبادته
بينه وبين الله لا يظهر لنا منها شيء، وإخفاء العبادة خير من إظهارها ولو تراه في رمضان مصليًا بالناس الليلة الواحدة الجزئين والثلاثة، والأربعة وربما تصل إلى ثمانية وعشرة أجزاء وخاصة في العشر الأخير من رمضان إمامًا ومؤتمًا بالشيخ أحمد الوصابي ‑ رعاهما الله ‑ بل يعطل الدرس مع حبه له بسبب جنازة سقط، وذات مرة كان الخطيب غيره فبكر إلى المسجد في الساعة الأولى، وكانت نوبتي في الحراسة، فقرأ وأنا أسمع له تسعة أجزاء، ثم ذهب البيت ورجع وأتم خمسة عشر جزءًا على أخٍ آخر والله والمستعان، فالله المعين على هذا كله ، بل وعندما كان يحرس مع بعض إخوانه ربما كانوا يراجعون القرآن كاملًا في يوم.
وأما ورعه وتقواه وزهده فالأمثلة على هذا كثيرة جدًا ويكفي في هذا شهادة الشيخ مقبل ‑ رحمه الله ‑ كما تقدم قبل.
وأما ردوده على المخالفين معروفة مشهورة بل ربما يرد في الأسبوع على أكثر من مبتدع، ومفتون مما يدلك على غيرته على الدين، وبيانه سبيل المجرمين.
وأما كثرة الاتهامات والأكاذيب عليه , فقد رمي شيخه بها من قبل والصالحون قبلهما وهي سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
فقد اتهم بأنه حدادي، واتهم بأنه متسرع وأنه مزاجي، وبأنه يتكلم لأغراض نفسه وبأنه……….
وهذا من إساءة الظن بالعلم وأهله.
يا قوم والله العظيم أسأتمُو
|
بأئمة الإسلام ظن الشانِ
|