بسم الله الرحمن الرحيم
المؤمن يوالي لله ويعادي من أجله لا للهوى ولا للعصبيه ولا للحزبية ولا للنسب وهذا من كمال التوحيد وتحقيق الايمان .
واما اصحاب الهوى فينظرون إلى اهل السنة والحق بعين الانتقاد المملوءة بالاحقاد والبعيدة عن الرشاد .
نظروا بعين عداوة لو أنها
عين الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا.
وصدق من قالها فإن من عادى بغير نور من الله فإنه يرى الحسن قبيحا ويرى الخير شرا.
وهذا رأيناه غالبا يكون في من فتن وضل بعد هدى كان عليه . فإنه يرى الحق باطلا والباطل حقا وهذه هي الفتنة كما قال حذيفة رضي الله عنه : الفتنة ان تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف.
فهؤلاء يخرجون على علمائهم ويرون ما كانوا بالأمس يحقونه صار باطلا في أعينهم العوراء وما كانوا يبطلونه بالأمس يصير حقا وحلالا وينتقدون على إخوانهم ومشايخهم أمورا سخيفة لا تستحق الذكر.
وكما قيل:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا
فاللهم ارزقنا الإنصاف والسداد مع أنفسنا ثم مع العباد وارزقنا الهدى والرشاد .