«

»

وجوب تسوية الصفوف

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول الله تعالى في كتابه الكريم: { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا}.

وان من السنن المهجورة تسوية الصفوف في الصلاة.

كثيرمن الناس لا يبالون بذلك، ويحسبون أنهم مهتدون.

وليعلم المسلم أن التخالف في الصف سبب للخلاف الحقيقي واختلاف الوجوه والقلوب روى البخاري عن النعمان بن بشير، يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم».

وروى مسلم (432) عن أبي مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: «استووا، ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» قال أبو مسعود: «فأنتم اليوم أشد اختلافا».

وتسوية الصف من حسن الصلاة وتمامها روى البخاري (1/ 145) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” إنما جعل الإمام ليؤتم به، … وأقيموا الصف في الصلاة، فإن إقامة الصف من حسن الصلاة ” رواه مسلم [414]

والله يأمر في كتابه الكريم في ستة عشر موضعًا بإقامة الصلاة قال تعالى {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [المزمل: 20] ومن إقامتها تسوية الصفوف روى البخاري (1/145) عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة» أخرجه مسلم في الصلاة باب تسوية الصفوف وإقامتها رقم 433.

وإتمام الصفوف من صفة الملائكة في صفوفها عند ربها روى مسلم (430) عن جابر بن سمرة، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟» فقلنا يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: «يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف».

وروى مسلم (433) عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف، من تمام الصلاة».

وكان صلى الله عليه وسلم ينتظر حتى تسوى الصفوف روى (436) عن النعمان بن بشير، يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه، ثم خرج يوما فقام، حتى كاد يكبر فرأى رجلا باديا صدره من الصف، فقال: «عباد الله لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم».

ومن السنة تعديل الصفوف روى البخاري (275 ) عن أبي هريرة، قال: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما، فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن السنة أن الناس يسوون الصفوف مع الإمام روى البخاري (1/ 130) 640 ) عن أبي هريرة، قال: أقيمت الصلاة، فسوى الناس صفوفهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقدم، وهو جنب، ثم قال: «على مكانكم» فرجع فاغتسل، ثم خرج ورأسه يقطر ماء، فصلى بهم.

وكان الصحابة يهتمون بهذه السنة ثبت عن أنس بن مالك، أنه قدم المدينة فقيل له: ما أنكرت منا منذ يوم عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «ما أنكرت شيئا إلا أنكم لا تقيمون الصفوف» رواه البخاري.

وروى عبد الرزاق (2/ 44) أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: «مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ اعْتِدَالُ الصَّفِّ»وسنده صحيح. (2/ 47) وروى عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ لَا يُكَبِّرُ حَتَّى تَعْتَدِلَ الصُّفُوفُ، يُوَكِّلُ بِذَلِكَ رِجَالًا».

ومما ثبت عن رسول الله في أذكار تسوية الصف:

1- « سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة »

رواه البخاري (723) عن أنسٍ عن النبي ﷺ قال «سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة ».

ورواه مسلم (433) عن أنس ابن مالك بلفظ:”سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة“.

2- « لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم »

رواه البخاري (717) عن النعمان بن بشيرٍ .

3- « عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم »

رواه مسلم (436) عن النعمان بن بشير .

3- « استووا استووا استووا » رواه النسائي (813) عن أنس : أن النبي ﷺ كان يقول: «استووا استووا استووا ». قال الشيخ الألباني : صحيح.

4- «حاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا في أيدي إخوانكم ولا تذروا فرجاتٍ للشيطان ومن وصل صفا وصله الله تبارك وتعالى ومن قطع صفا قطعه الله»

رواه أحمد (5724) عن عبد الله بن عمر عن رسول الله ﷺ وإسناده حسن.

5- « استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم »

رواه مسلم (432) عن أبي مسعود وروى أحمد (18435) عن النعمان بن بشيرٍ .

7- « ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم (ثلاثا) وإياكم وهيشات الأسواق »

رواه مسلم (432) عن عبدالله بن مسعود عن رسول الله ﷺ.

7- « رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق»

رواه أبو داود (667) عن أنس بن مالك : إسناده صحيح وقال الشيخ الألباني : صحيح.

ولا يجوز أن يقول الإمام تلك الألفاظ المبتدعة التي لم يقلها رسول الله مثل: (إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج) .أو( تناظروا ) أو غيرها مما لم يشرع وفي السنة عنها غنى .

نسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين لإقامة صلاتهم وإحسان صفوفها وأن يوفقهم للعمل بالسنة واتباع سلف الأمة والله المستعان سبحانه.

دار الحديث بدار السلام

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام هذه HTML الدلالات والميزات: