«

»

أضرار التلفاز

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ﷺ وبعد:

فإن الله تعالى قد حذرنا من الفتن فقال :﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾.

وقال تعالى:﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.

ألا وإن من الفتن التي دهمت أواخر الأزمان وحاول أعداء الله الكفار من يهود ونصارى إدخاله بين المسلمين لنشر شرورهم وأفكارهم كما يريدون إلى داخل بيوت المسلمين. وقد نجحوا واستولوا على بعض المسلمين هداهم الله وصدقوا عليهم ظنهم فقد تدرجوا في ذلك بحيل خبيثة فبدؤوا بالراديو والمسجلات, ثم دخلوا ببعض الألاعيب والسينمات العامة التي لا يستطاع إلا بمال ثم نشروا التلفاز ثم أتوا بالدشوش وكل واحدة تأتي وعوام المسلمين ينكرونها فضلًا عن علمائهم فما زالوا حتى رضوا بذلك كله وأدخلوا التلفاز والدشوش إلى البيوت فتغيرت أفكارهم في فترة قليلة وتغير أحوالهم فلبسوا كالكفار وأكلوا مثلهم وحلقوا مثلهم وتميعوا مثلهم وتحزبوا وتفرقوا مثلهم فإذا بنا نعيش بين أناس مسلمين يظهرون الأذان والجماعات ولكن قلوبهم ليست مع الله ومع دينه جعلوا همهم الدنيا والمظاهر ولا حول ولا قوة إلا بالله فيا أيها المسلمون إليكم بعض مفاسد هذا الجهاز الدسيس والجليس الخبيث العدو الداخلي والرسول اليهودي والمفتن الماسوني لتعلموا أنه حرام وشراءه حرام وبيعه حرام وهذا لا يشك فيه من عنده فهم لدين الله لا عالم.

التلفاز فيه صور والصور إدخالها البيت حرام

قال رسول الله ﷺ :« لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة » أخرجه البخاري مسلم عن عائشة . وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r رأى نمرقة عليها صورة فتغير وجهه….الحديث.

وهذه كلها تدل على تحريم إدخال الصور إلى البيوت وأنه حرام إلا ما اضطر إليه وألزم به والإثم على من اضطر الناس إلى الحرام وأما التلفاز فلم يلزمنا به إلا الشيطان وجنوده والعياذ بالله منه.

التلفاز فيه صور نساء لا يجوز للرجل النظر إليهن وصور رجال ولا يجوز للمرأة النظر إليهم.

قال الله تعالى:﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾….الآية.

وكما جاء عند الإمام مسلم رحمه الله عن جندب قال سألت رسول الله ﷺ عن نضر الفجأة فقال:« اصرف بصرك» .

فبالله عليكم أيها المسلمون من أجاز للرجل النظر إلى المرأة المصورة في التلفاز؟ ومن أجاز للمرأة النظر إلى الرجال؟ إلا أعداء الله بهذا الجهاز الخبيث. فهذا يكفي في أنه حرام فأين غيرتك أيها المسلم على زوجتك أن تنظر إلى غيرك من الرجال وأين الغيرة عند المرأة على زوجها؟؟.. ذهبت ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قال الله تعالى:﴿ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾.

التلفاز يفسد الأبناء ويضر دينهم ويعلقهم بغير الله ويهون عليهم أفكار الكفار ويسهل لهم المعاصي والتشبه بالكفار.

قال الله تعالى:﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.

وقال رسول الله ﷺ :«يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» الحديث عن ابن عمر في الصحيحين.

وعن معقل بن يسار t قال رسول الله ﷺ :«مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ الله رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ » متفق عليه.

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله ( فمن مات وفي بيته هذا الجهاز ـ الدش ـ فهو غاش لرعيته يخشى عليه ….. إلى آخر كلامه رحمه الله.

التلفاز فيه تبذير للمال

قال الله تعالى:﴿ولا تبذر تبذيرًا﴾.وقال ﷺ « إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة » رواه البخاري عن خولة رضي الله عنها . فمن أين وبأي حق بالله عليكم تنفق الأموال في شراء هذه الأجهزة وتوريدها إلى المسلمين بالأموال الطائلة ؟وأيضاً تشغيلها بالأموال الكثيرة وكل دينار فنحن محاسبون عليه يوم القيامة. وفي الحديث أبي برزة فال r: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ».

التلفاز سبب للتشبه بالكفار

قال الله تعالى:﴿ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ﴾

وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله ﷺ: « لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعًا بذراع» رواه الشيخان.

وقال رسول الله ﷺ :« من تشبه بقوم فهو منهم »رواه أحمد .

واليهود والنصارى أرادوا لنا شراً لا خيرًا إذا أرسلوا لنا هذا الشر فترى المسلم حالقاً للحيته لما يرى في هذا الجهاز ورسول الله ﷺ يقول:« خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَوْفُوا اللِّحَى » أخرجه مسلم عن ابن عمر.

وتراهم يلبسون البنطال لما يرون فيه وهذا من لباس الكفار وهكذا في أغلب أعمالهم نسأل الله العافية والسلامة.

         التلفاز يدخل الإنسان في البدعة

قال الله تعالى:﴿ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾.

وقال رسول الله ﷺ :«مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ وَكِيرِ الْحَدَّادِ لَا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً».وقال ابن سيرين: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم ) وهذا من أعظمها وأشدها جرماً وهو أن بعضهم يحتج بمن يظهر في التلفاز من علماء السوء في قنوات الشر كقناة المجد وقناة اقرأ .فيدخلون المسلم في بدعتهم وأفكارهم الدنسة التي لا يرضاها ديننا الحنيف الطاهر,ولأنه لا يظهر على التلفاز إلا من هو من أهل البدع.

       التلفاز يذهب بالأخلاق

والله تعالى يقول:﴿ وإنك لعلى خلق عظيم والتلفاز يذهب بالأخلاق الطيبة ويجعل مكانها أخلاقاً رديئة محرمة فيذهب بالغيرة من الرجل والمرأة ويذهب بالحياء, ويذهب بالكرم , ويذهب بالشجاعة ويذهب بالعفة , ويذهب بالحشمة , وغيرها من الصفات الطيبة الإسلامية, ويحل مكانها ضدها مما حرم الله فاعتبروا يا أولي الأبصار. وأيضًا لا ننسى أنه يضر البدن كالبصر وغيرها من النعم التي واجب علينا أن نشكر الله بها لا نعصيه بها.

التلفاز فيه الأغاني والموسيقى

قال الله تعالى:﴿ ومن الناس من يشتري لهوا لحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين﴾ قال ابن مسعود وجماعة من السلف: «إن لهوا لحديث لهو الغنا». وقال رسول الله « ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» رواه البخاري. وقال بعض السلف: ( إن الغناء ينبت النفاق في القلب ».  

وقال ابن القيم:

حب الكتاب وحب ألحان الغنا       في قلب عبدٍ ليس يجتمعانِ

التلفاز قد يؤدي إلى سوء الخلق والشحناء والطلاق بين الزوجين

وهذا من العقوبات الله لمن يدخل هذا الجهاز في بيته فترى الرجل قد أغتر بالجميلات ونظر إلى وجوه المومسات فقنعت نفسه من زوجته فأصبح لا ينظر إليها ولا يبالي بها وكذلك المرأة قد رأت من هو خير منه قوة وأحسن وجهاً فأصبحت لا تبالي به وربما أدى ذلك إلى الفراق ولامبالاة منهما, وقد حصل هذا . والله المستعان.

التلفاز يؤدي إلى مجالسة أهل الفساد

قال رسول الله :«مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ الحديث... فبالله عليك يا مسلم هل هذا الجهاز جليس سوء أم جليس صالح؟؟ لاشك أن جواب الصادق الفاهم أنه جليس سوء وإن وجد منه ما يتصوره بعض الناس أنه خير ودين إلا أن ضرره أكثر وأغزر ومفاسده أعظم وأطم, فاتق الله يا من تحل للناس ما حرم الله ولا تنظر إلى أضراره ومفاسده, فقد حرم الله الخمر مع ما فيه من المنافع التي سما ها الله منافعًا لما فيه من مضرة التشويه بالنفس والشحناء, وقد قال النبي r:« أخوف ما أخاف على أمتي العلماء المضلين» وقالr:« الإثم ما حاك في النفس ..وإن أفتاك الناس وأفتوك». ولا بد للإنسان أن يتحرى لدينه أعظم مما يتحرى لدنياه فيستفتي من يرى معه الحق ومن هو بعيد عن الدنيا وحطامها ومصالحها,ومن هم بعيدون عن الأحزاب السياسية الواردة من الكفار فانظر إلى فتاوى الأئمة العلماء كابن باز والألباني وابن عثيمين وشيخنا الإمام الوادعي ـ عليهم رحمة الله ومغفرته ـ فقد أفتوا بتحريمه وهذا مشهور في كتبهم وفتاواهم, لولا خشية الإطالة لذكرناها. ومن أفتى بغيره فخطأ ظاهر وأنت أحرص على دينك من غيرك عليك نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يهدينا للحق .

                        والحمد لله رب العالمين

قال الله تعالى:﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام هذه HTML الدلالات والميزات: