الدالية في بيان عقيدة الفرقة الناجية
مقدمة
- بَدَأْتُ بِبِسْمِ الله ثُمَّ فَأَحْمَدُ
إِلَهاً عَلَا فَوْقَ السَّمَاءِ مُـمَجَّدُ
- وَأَشْهَدُ أَنَّ الله لَارَبَّ غَيْرُهُ
هُوَ الْوَاحِدُ الْأَعْلَى لَهُ الْـخَلْقُ يَعْبُدُوا
- وَأَشْهَدُ بِالْإِقْرَارِ أَنَّ نَبِيَّنَا
رَسُولٌ مِنَ اللهِ الْعَظِيمِ مُـحَمَّدُ
- فَصَلَّى عَلَيْهِ اللهُ فِي كُلِّ سَاعَةٍ
وَصَلَّى عَلَى أَصْحَابِهِ خَيْر مَنْ هدُوا
باب أنواع التوحيد الثلاثة
- أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا لِعَقِيدَةٍ
لَنَا نَقَلَ الْأَسْلَافُ حَقًّا وَأَكَّدُوا
- فَكُنْ فِي هُدَى التَّوْحِيدِ وَاعْمَلْ بِنِيَّةٍ
وَلَا تُشْـرِكُوا بِالله شَيْئاً لِتَسْعَدُوا
- لَهُ نُثْبِتُ الْأَسْمَاءَ مِنْ دُونِ حيدَةٍ
وَنُثْبِتُ أَوْصَافَ الْإِلَهِ وَنَحْمَدُ
8. أَلَا خَابَ مَنْ لله أَوَّلَ وَصْفَهُ
وَعَطَّلَ مَا فِي الْوَحْيِ قَدْ جَاءَ يُسْنَدُ
- وَمَنْ مَثَّلَ الرَّحْمَنَ بِالْـخَلْقِ جَهْرَةً
فَذَاكَ أَخُو التَّمْثِيلِ لِلْحَقِّ يَجْحَدُ
باب صفة الكلام
- وَإِنَّ كَلَامَ الله حَقٌّ بِصَوْتِهِ
وَنَتْلُوهُ نُطْقاً بِاللِّسَانِ نُجَوِّدُ
- وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَحَاشَا فَإِنَّهُ
كَلَامُ الَّذِي يَهْدِي الْعِبَادَ لِيَهْتَدُوا
- وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ كَجَهْمٍ وَوَاصِل
أَلَا زَلَّ مَنْ رَدَّ الصِّفَاتِ وَأَلْحَدُوا
- وَقَالَ ابْنُ كُلَّاب مَعْ أَشْعَرِيِّهِمْ
بِمَعْنَاهُ لَا صَوْتٌ وَبِالْحَرْفِ يَجْحَدُ
- وَقَالَ ابْنُ كَرَّام وَلَيْسَ بِمُهْتَدٍ
بِأَنَّ كَلَامَ الْحَقِّ فِي النَّفْسِ حَدَّدُوا
- وَقَالَ ابْنُ سَلَام بِأَنَّ كَلَامَهُ
حُرُوفٌ وَأَصْوَاتٌ بِذَاتٍ تُقَيَّدُ
- وَطَائِيُّ أَصْحَابِ الْوُجُودِ يَقُولُ مَا
هُنَاكَ كَلَامٌ غَيْرهُ يَتَرَدَّدُ
باب تعريف الإيمان
- وَإِيمَانُنَا قَوْلٌ وَفِعْلٌ نَقُولُهُ
وَلَا بُدَّ مِنْ عَقْدٍ بِهِ الْقَلْبُ يقْصدُ
- يَزِيدُ بِعِلْمٍ أَوْ بِطَاعَةِ رَبِّنَا
وَيُنْقِصُهُ الْعِصْيَانُ طَوْرًا وَيَحْصِدُ
- وَمُعْتَزِلِيُّ الْجَهْلَ قَالَ بِأَنَّهُ
مُجَرَّدُ تَصْدِيقٍ فَضَلُّوا وَأَبْعَدُوا
- وَجَهْمِيَّةٌ قَالُوا اعْتِرَافٌ فَأَدْخَلُوا
كَإِبْلِيسَ أَوْ فِرْعَوْنَ فِيهِمْ مُوَحِّدُ
- وَمُرْجِئَةٌ قَالُوا هُوَ النُّطْقُ حَسْبُنَا
وَلَيْسَ مُهِمٌّ أَنْ لَهُ الْقَلْبُ يعْقدُ
باب الرؤية
- وَنُؤْمِنُ أَنَّ الْـمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَهُ
إِلَهاً كَرِيماً فِي الْجِنَانِ يُخَلَّدُوا
- وَيُنِكُرَ ذَا الْجَهْمِيُّ زُورًا لِغَيِّهِ
كَذَا ذُو اعْتِزَالٍ لِابْنِ جَهْمٍ يُقَلِّدُ
- وَمِنْهُمْ أَخُو رَفْضٍ وَشِيعَةُ أَنْكَرُوا
وَكُلَّ ضَلَالٍ فَالرَّوَافِضُ يَعْمَدُوا
باب الإيمان بالقدر
- وَنُؤْمِنُ بِالْأَقْدَارِ فَالله شَاءَهَا
بِعِلْمٍ وَخَلْقٍ كَانَ فِي اللَّوْحِ يرْصدُ
- وَمَا شَاءَ رَبِّي كَانَ أَمَّا مُرَادُهُ
فَفِي الْخَلْقِ فِي الْـمَأْمُورِ مَنْ قَدْ تَمَرَّدُوا
- وَأَمَّا مُرَادُ الله كَوْناً فَإِنَّهُ
يَكُونُ وَلَوْ فِي شَرْعِنَا لَيْسَ يُحْمَدُوا
- وَأَنْكَرَ هَذَا مَعْبَدٌ ثُمَّ وَاصِلٌ
وَغَيْلَانُ أَوْ عَمْرٌو كَمَا قَالَ مَعْبَدُ
باب الإيمان باليوم الآخر
- وَنُؤْمِنُ بِالْمِيزَانِ لِلنَّاسِ أَوْ لِـمَا
جَنَوْهُ كَذَاكَ الصُّحْفُ لِلْعَدْلِ تُوجَدُ
- وَجَنَّةُ عَدْنٍ قَدْ أُعِدَّتْ لِأَهْلِهَا
وَنَارٌ تَلَظَّى لِلْكَفُورِ تُوقَدُ
- وَأَهْلُ اعْتِزَالٍ يُنْكِرُونَ وُجُودَهَا
أَلَا خَابَ قَوْمٌ باِلْجَهَالَةِ ينْقدُوا
- وَجَهْمٌ لَهَا يُفْنِي بِأَقْبَحِ قَوْلَةٍ
فَتَباًّ لِجَهْمٍ إِنَّهُ كَانَ يَجْحَدُ
33.وَقُلْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ حَقٌّ لِـمَنْ هَوَى
كَذَاكَ سُؤَالٌ فِيهِ لِلنَّاسِ يُورَدُ
- وَفِتْنَةُ قَبْرٍ لِلْأَنَامِ جَمِيعِهِمْ
سِوَى الْأَنْبِيَا ثُمَّ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا
- وَنُؤْمِنُ بِالْحَوْضِ الْكَرِيمِ بِمَحْشَـرٍ
فَمَنْ كَانَ سُنِياًّ سَيُسْقِيهِ أَحْمَدُ
- وَمَنْ كَانَ بِالْأَهْوَاءِ وَالزَّيْغِ مُحدثًا
فَعَنْ حَوْضِهِ الْأَمْلَاكُ يَا صَاحِ تَطْرُدُ
باب أسماء الله الحسنى وصفاته العلى
- وَنُؤْمِنُ أَنَّ الله لَا رَبّ غَيْرُهُ
إِلَهاً عَظِيماً عَالِماً مُتَوَحِّدُ
- سَمِيعاً بَصِيرًا قَادِرًا مُتَكَلِّمًا
عَلِيمًا حَلِيمًا رَازِقًا مُتَوَدِّدُ
- هُوَ الْحَيُّ وَالْقَيُّومُ جَلَّ مَلِيكُنَا
هُوَ الْبَرُّ وَالرَّحْمَنُ أَوَّلُ وَاحِدُ
- سَلَامٌ وَقُدُّوسٌ مُهَيْمِنُ آخرٌ
وَأَوَّلُ مِنْ قَبْلِ الْخَلَائِق تُوجَدُ
- هُوَ الله وَالْجَبَّارُ خَالِق بَارِئٌ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ ظَاهِر فَلَهُ اسْجُدُوا
- عَلِيٌّ عَظِيمٌ شَاكِر جَلَّ رَبُّنَا
شَكُورٌ حَلِيمٌ غَافِر لِـمَنْ اهْتَدُوا
- كَرِيمٌ قَرِيبٌ زِدْ مُجِيبٌ وَأَكْرَم
لَطِيفٌ وَمَوْلَى لِلَّذِينَ تَعَبَّدُوا
- رَقِيبُ شَهِيدٌ عَالِـمٌ بِالَّذِي جَرَى
نَصِيرٌ وَلِيٌّ لِلْوَلِيِّ مُسَانِدُ
- كَبِيرٌ حَمِيدٌ مَالِكُ الْـمُلْكِ كُلّه
إِلَهٌ قَوِيٌّ لَيْسَ يُعْجِزُهُ يَدُ
- وَخَيْرُ حَفِيظٍ حَافِظ كَانَ قادرًا
لَهُ صَمَدٌ كُلُّ الْخَلَائِقِ تَصْمُدُ
- هُوَ النُّورُ وَالْأَعْلَى هُوَ الْقَاهِرُ الْعَفُوُّ
هُوَ الْحَاكِمُ النُّورُ الَّذِي لَيْسَ يُجْحَدُ
- هُوَ الْوَاسِعُ الْعَلَّامُ وَارِث حَسْبنَا
غَنِيٌّ كَفِيلٌ طَيِّبٌ ذَاكَ وَارِدُ
- هُوَ الْقَابِضُ السُّبُّوحُ بَاسِط رَازِق
رَفِيقٌ قَدِيرٌ فَاعْبُدُوهُ وَوَحِّدُوا
- هُوَ الله وَالْفَتَّاحُ غَافِرُ ذَنْبِنَا
رَؤُوفٌ وَفَتَّاحٌ لِـمَنْ كَانَ يَسْجُدُ
- هُوَ الْحَكَمُ الشَّافِي وَمُعْطِي عِبَادِهِ
هُوَ الْوِتْرُ سِتِّيرٌ مقَدّم مَجِّدُوا
- هُوَ الله مَنَّانٌ جَمِيلٌ مُؤَخِرٌ
طَبِيبٌ وَدَيَّانٌ هُوَ الله سَيِّدُ
- لَهُ الْحُسْنُ فِي أَسْمَائِهِ ثُمَّ وَصْفِهِ
وَلَا حَصْرَ فِيهَا ذَلِكَ الْقَوْلَ فَارْدُدُوا
- وَأَوْصَافُهُ سُبْحَانَهُ لَا نَرُدُّهَا
بِتَأْوِيلِهَا كَالْقَوْلِ مِمَّنْ تَمَرَّدُوا
- نَقُولُ اسْتَوَى حَقاًّ عَلَى الْعَرْشِ رَبّنَا
كَمَا قَالَ رَبِّي فِي الْكِتَابِ مُجَوَّدُ
- خِلَافًا لِـجَهْمٍ زَادَ حَرْفاً بِبَغْيِهِ
كَمَا زَادَهُ مَنْ قَبْلُ مِمَّنْ تَهَوَّدُوا
- وَمَنْ قَالَ إِنَّ الله فِي كُلِّ بُقْعَةٍ
كَمَا قَالَ صُوفِيٌّ فَكُفْرٌ مُؤَكَّدُ
- فَذُو الْعَرْشِ مَعْ خَلْقٍ بِعْلِمٍ وَرُؤْيَةٍ
وَسَمْعٍ وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ الْـمُجَرَّدُ
باب الشفاعة
- وَنُؤْمِنُ أَنَّ الله يُخْرِجُ مِنْ لَظى
أُنَاساً عَلَى التَّوْحِيدِ زَاغُوا فَأَفْسَدُوا
- فَيُخْرِجُهُمْ بِالْفَضْلِ ثُمَّ شَفَاعَةٍ
مِنَ الْأَنْبِيَا وَالصَّالِـحِينَ فَيحْمَدُوا
- وَأَنْكَرَ أَهْلُ الْإِعْتِزَالِ خَوَارِج
وَجَهْمِيَّة هَذَا فَضَلُّوا وَأَبْعَدُوا
- وَإِنَّ كِلَابَ النَّارِ قَوْماً تَرَاهُمُ
خَوَارِج قَدْ سَلُّوا سُيُوفاً وَشَرَّدُوا
- وَمَا إِنْ تَرَى إِلَّا وَصَاحِبُ بِدْعَةٍ
سَيَهْوِى خُرُوجاً لِلْخَوَارِجِ قَلَّدُوا
- وَمَنْ سَلَّ سَيْفاً لَيْسَ مِنَّا لِأَنَّهُمْ
عَلَى الْقَتْلِ وَالْأَهْوَاءِ بَغْياً تَعَوَّدُوا
باب أفاضل الخلق وشرارهم
- وَقُلْ إِنَّ خَيْرَ الْأَنْبِيَاءِ جَمِيعهمْ
وَسَيِّدَ كُلِّ الْخَلْقِ فِي الْكَوْنِ أَحْمَدُ
- وَبَعْدَهُمُ الصِّدِّيقُ عِلْمًا وَسُنَّةً
وَقَدمًا وَرَأْياً إِنَّهُ لَـمُسَدَّدُ
- وَمِنْ بَعْدِهِ الْفَارُوقُ بِالْعِلْمِ واَلْـهُدَى
قَوِيٌّ بِدِينِ الله فِي الدِّينِ يَرْشُدُ
- وَعُثْمَانَ ذُو النُّورَيْنِ سَار حَيَاؤُهُ
عَلِيٌّ أَبُو الْخَيرَيْنِ لِلْحَقِّ يَعْضُدُ
- وَعَشْـرَتُهُمْ ثُمَّ الْأُولَى مَعهُ هَاجَرُوا
وَأَنْصَارُهُ الْأَنْصَارُ لِلدِّينِ سَانَدُوا
- وَفَاطِمَةُ خَيْرُ النِّسَاءِ وَبَعْدَهَا
فَعَائِشَةُ فِي الْعِلْمِ وَالخَيْرِ تُحْمَدُ
- وَخَالَفَتِ الْأَرْفَاضَ سَبُّوا صَحَابَةً
فَهُمْ شَرُّ خَلْقِ الله لِلصَّحْبِ عَانَدُوا
- وَنُؤْمِنُ بِالدَّجَّالِ حَقًّا بِأَنَّهُ
سَيَخْرُجُ بَيْنَ النَّاسِ طَيْبَةَ يَقْصُدُ
باب التحذير من فرق الحزبية
(الإخوانية والتبليغية وفصائلهم)
- وَإِيَّاكَ وَالْإِخْوَانَ حِزْبٌ مُخَالِفٌ
لِدِينِ النَّبِيِّ وَالسَّالِفِينَ وَمَنْ هُدُوا
- وَدَعْوَتُهُمْ صُوفِيَّةٌ مِنْ أَسَاسِهَا
سِيَاسَتُهُمْ لِلْحُكْمِ مِنْ أَجْلِهِ اعْتَدُوا
- وَأَمَّا أَخُو التَّبْلِيغِ لَا تَرْجُ مِنْهُمُ
إِلَى النَّاسِ نَفْعاً إِنَّهُم لَنْ يُسَدَّدُوا
- طَرِيقَتُهُمْ صُوفِيَّةٌ مِنْ رَئِيسِهِمْ
مُحَمَّد بْنِ إِلْيَاسَ بِئْسَ الْـمُجَدِّدُ
- وَدَعْ مَذْهَبَ التَّكْفِيرِ لَا تَقْرَبَنَّهُ
فَذَاكَ مَقَالٌ فِي الدِّيَانَةِ مُفْسِدُ
- وَسِيمَا أُهَيْلِ الزَّيْغِ فِيهِمْ كَثِيرَةٌ
كَطَعْنٍ بِأَهْلِ الْحَقِّ مَنْ سَارَ يسْندُ
- وَتَقْلِيدِهِمْ لِلْمُبْطِلِينَ وَمَنْ هُمُ
هُم غَيْرُ مَعْصُومِينَ بِالْجَهْلِ قُلِّدُوا
- مُخَالَفَةً لِلْحَقِّ فِي أَصْلِ دِينِنَا
عَقَائِدُهُمْ ضَلَّتْ وَلِلنَّاسِ قَعَّدُوا
- وَتَفْرِيقُهُمْ بَيْنَ الْهُدَاةِ وَإِنَّ مِنْ
أُصُولِ الْهُدَى لَهْوَ اجْتِمَاعٌ مُؤَكَّدُ
- وَسِرِّيَّةٍ فِي الدِّينِ بِالشَّـرِ وَالْهَوَى
وَهَذَا دَلِيلُ الشَّـرِّ فَاخْشَوْهُ تَرْشُدُوا - وَهَذَا دَلِيلُ الشَّـرِّ فَاخْشَوْهُ تَرْشُدُوا
- وَفِيهِمْ غُلُوٌّ فِي الْكِبَارِ بِلَا هُدى
وَفِي الْقَوْلِ وَالْأَحْكَامِ قَالُوا فَأَبْعَدُوا
- وَبَيْعَتُهُمْ لِلْخَارِجِينَ عَنِ الْأُلَى
أَلَا إِنَّمَا الْأَهْوَاءُ بِالْقَوْمِ تَقْعُدُ
- وَدَيْدَنُهُمْ تَوْحِيدُ حَاكِمٍ كَيْ يَروا
بِحَاكِمِنَا كُفْراً وَكَيْ يَتَمَرَّدُوا
خاتمة
- وَلله حَمْدِي فِي الْخِتَامِ مُصَلِّياَ
عَلَى خَيْرِ خَلْقِ الله فَضْلًا وَأَزْيَدُ