بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:

فإن المعلم الموفق والداعي إلى الله المحنك هو الذي بحكمته ورفقه وشدته وحزمه يملك قلوب أصحابه قبل أن يملك أبدانهم ويسيطر على محبتهم قبل أجسادهم.

 قال الله تعالى :{فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين} “ آل عمران( 159 ).

وقال تعالى:{ ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون } ” آل عمران( 79 )
فكن أيها الداعي كما أمر الله ولا تتنازل عن دينك وكن حازما برفق وسهلا بحزم.

ولكل مقام مقال ولكل حال رجال.

والمؤمن القوي خير واحب الى الله والموفق من وفقه الله فاستعن بالله ولا تعجزن كما صح عن ابي هريرة قال نبينا صلى الله عليه وسلم:”  المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . وفي كل خير . احرص على ما ينفعك واستعن بالله . ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا . ولكن قل : قدر الله . وما شاء فعل . فإن لو تفتح عمل الشيطان ” وهو فيصحيح مسلم.

هذا ومن الذين عندهم علم يحرمون الحلم ومن الذين لهم حلم ليس لهم علم .

والسعيد من كمل نفسه وزكاها وسأل الله لها تقواها والله المستعان.