«

»

بيان الشرك في قول (يا حسبن )

حكم قول (يا حسين) رضي الله عنه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

نسمع ونرى من يكتب (يا حسين) أو (يا علي) ومنهم من يقول (يا ابن علوان) و(يا بدوي) ومنهم من يقول (يا محمد) و(ياخمسة) و(يا فاطمة).

ويريدون بهذا النداء أن يدعوهم فيستغيثون بغير الله ويظنون أن هذا المدعو ينفع أو يضر أو يسمع دعائهم ويستجيب لهم.

فاعلم أيها المسلم أنه لا يجوز دعاء غير الله تعالى قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68].

فالحسن والحسين رضي الله عنهما وآل بيت رسول الله رضي الله عنهم لا يبغضهم إلا منافق، لكنهم ونبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وأباهم علي رضي الله عنهم لا يرضون الشرك أبدا ولا يرضون أن يدعون من دون الله.

فاحذر يا مسلم أن يغضب الله عليك وأن تكون مشركا وأنت لا تشعر فلا يرضى الله غير التوحيد ولا تحصل الشفاعة يوم القيامة إلا لأهل التوحيد والإخلاص أما المشركون فقد ظلموا أنفسهم وقد قال تعالى: {ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع}.

وقال عز وجل { وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ } [يونس: 66]

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره الله أن يقول: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 188] .

وقال تعالى {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا } [الجن: 20 – 22]

وهكذا أمر الله تعالى بأن ندعوه وحده فقال تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [غافر: 14]

وقال عز وجل : {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [غافر: 65]

ومن دعا غير الله من ملك مقرب أو نبي مرسل فإنه يتبرأ منه يوم القيامة قال الله تعالى : {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ} [فصلت: 48]

وقال عز وجل: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166]

وهذا معنى لاإله الا الله، لا معبود بحق إلا الله وحده ولا يدعى سواه، قال الله تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } [لقمان: 30]

وقال ابراهيم الخليل لقومه {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا } [مريم: 48]

واعلم أيها العبد أن من تدعوه لا يخلق، إنما الله وحده هو الخالق قال تعالى ذماً للمشركين: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ } [النحل: 20]

ولذا لا يستجيبون بشيء لمن دعاهم قال الله تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [الرعد: 14].

وحتى عيسى عليه السلام يتبرأ ممن دعاه من النصارى في القيامة يتبرأ منهم ويقول: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117]

فاعلم يا مسلم أن من نادى غير الله تعالى يعتقد أنه ينفع أو يضر من قبره فهو كافر والعياذ بالله .

واعلم أن المشركين هم أعداء الحسين وأعداء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فآل بيت رسول الله كانو ينكرون الشرك ويذمون أهله .

هذه نصيحة مشفق والله يهدي المسلمين للحق.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام هذه HTML الدلالات والميزات: