سلسلسة أخرى
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا عبيد اللّهِ بن موسى عن إِسرائِيل عن أبِي إِسحاق عن البراءِ رضِي الله عنه قال كان أصحاب محمّدٍ صلّى الله عليهِ وسلّم إِذا كان الرّجل صائِمًا فحضر الإِفطار فنام قبل أن يفطِر لم يأكل ليلته ولا يومه حتّى يمسِي وإِنّ قيس بن صِرمة الأنصارِيّ كان صائِمًا فلمّا حضر الإِفطار أتى امرأته فقال لها أعِندكِ طعامٌ قالت لا ولكِن أنطلِق فأطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلمّا رأته قالت خيبةً لك فلمّا انتصف النّهار غشِي عليهِ فذكِر ذلِك لِلنّبِيِّ صلّى الله عليهِ وسلّم فنزلت هذِهِ الآية أحِلّ لكم ليلة الصِّيامِ الرّفث إِلى نِسائِكم ففرِحوا بِها فرحًا شدِيدًا ونزلت وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض مِن الخيطِ الأسودِ.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا عبيد اللّهِ بن موسى عن إِسرائِيل عن أبِي إِسحاق عن البراءِ رضِي الله عنه قال تعدّون أنتم الفتح فتح مكّة وقد كان فتح مكّة فتحًا ونحن نعدّ الفتح بيعة الرِّضوانِ يوم الحديبِيةِ كنّا مع النّبِيِّ صلّى الله عليهِ وسلّم أربع عشرة مِائةً والحديبِية بِئرٌ فنزحناها فلم نترك فِيها قطرةً فبلغ ذلِك النّبِيّ صلّى الله عليهِ وسلّم فأتاها فجلس على شفِيرِها ثمّ دعا بِإِناءٍ مِن ماءٍ فتوضّأ ثمّ مضمض ودعا ثمّ صبّه فِيها فتركناها غير بعِيدٍ ثمّ إِنّها أصدرتنا ما شِئنا نحن ورِكابنا.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنِي عبيد اللّهِ بن موسى عن إِسرائِيل عن أبِي إِسحاق عن البراءِ رضِي الله عنه قال لمّا اعتمر النّبِيّ صلّى الله عليهِ وسلّم فِي ذِي القعدةِ فأبى أهل مكّة أن يدعوه يدخل مكّة حتّى قاضاهم على أن يقِيم بِها ثلاثة أيّامٍ فلمّا كتبوا الكِتاب كتبوا هذا ما قاضى عليهِ محمّدٌ رسول اللّهِ قالوا لا نقِرّ لك بِهذا لو نعلم أنّك رسول اللّهِ ما منعناك شيئًا ولكِن أنت محمّد بن عبدِ اللّهِ فقال أنا رسول اللّهِ وأنا محمّد بن عبدِ اللّهِ ثمّ قال لِعلِيِّ بنِ أبِي طالِبٍ رضِي الله عنه امح رسول اللّهِ قال علِيٌّ لا واللّهِ لا أمحوك أبدًا فأخذ رسول اللّهِ صلّى الله عليهِ وسلّم الكِتاب وليس يحسِن يكتب فكتب هذا ما قاضى عليهِ محمّد بن عبدِ اللّهِ لا يدخِل مكّة السِّلاح إِلّا السّيف فِي القِرابِ وأن لا يخرج مِن أهلِها بِأحدٍ إِن أراد أن يتبعه وأن لا يمنع مِن أصحابِهِ أحدًا إِن أراد أن يقِيم بِها فلمّا دخلها ومضى الأجل أتوا علِيًّا فقالوا قل لِصاحِبِك اخرج عنّا فقد مضى الأجل فخرج النّبِيّ صلّى الله عليهِ وسلّم فتبِعته ابنة حمزة تنادِي يا عمِّ يا عمِّ فتناولها علِيٌّ فأخذ بِيدِها وقال لِفاطِمة عليها السّلام دونكِ ابنة عمِّكِ حملتها فاختصم فِيها علِيٌّ وزيدٌ وجعفرٌ قال علِيٌّ أنا أخذتها وهِي بِنت عمِّي وقال جعفرٌ ابنة عمِّي وخالتها تحتِي وقال زيدٌ ابنة أخِي فقضى بِها النّبِيّ صلّى الله عليهِ وسلّم لِخالتِها وقال الخالة بِمنزِلةِ الأمِّ وقال لِعلِيٍّ أنت مِنِّي وأنا مِنك وقال لِجعفرٍ أشبهت خلقِي وخلقِي وقال لِزيدٍ أنت أخونا ومولانا وقال علِيٌّ ألا تتزوّج بِنت حمزة قال إِنّها ابنة أخِي مِن الرّضاعةِ.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا عبيد اللّهِ عن إِسرائِيل عن أبِي إِسحاق عن البراءِ رضِي الله عنه لمّا نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النِّساء رمضان كلّه وكان رِجالٌ يخونون أنفسهم فأنزل الله علِم الله أنّكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا عبيد اللّهِ بن موسى عن إِسرائِيل عن أبِي إِسحاق عن البراءِ قال كانوا إِذا أحرموا فِي الجاهِلِيّةِ أتوا البيت مِن ظهرِهِ فأنزل الله وليس البِرّ بِأن تأتوا البيوت مِن ظهورِها ولكِنّ البِرّ من اتّقى وأتوا البيوت مِن أبوابِها.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا عبيد اللّهِ بن موسى عن إِسرائِيل عن أبِي إِسحاق عن البراءِ رضِي الله عنه قال بينما رجلٌ مِن أصحابِ النّبِيِّ صلّى الله عليهِ وسلّم يقرأ وفرسٌ له مربوطٌ فِي الدّارِ فجعل ينفِر فخرج الرّجل فنظر فلم ير شيئًا وجعل ينفِر فلمّا أصبح ذكر ذلِك لِلنّبِيِّ صلّى الله عليهِ وسلّم فقال السّكِينة تنزّلت بِالقرآنِ.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا عبيد اللّهِ بن موسى عن إِسرائِيل عن أبِي إِسحاق عن البراءِ قال لمّا نزلت لا يستوِي القاعِدون مِن المؤمِنِين والمجاهِدون فِي سبِيلِ اللّهِ قال النّبِيّ صلّى الله عليهِ وسلّم ادع لِي زيدًا وليجِئ بِاللّوحِ والدّواةِ والكتِفِ أو الكتِفِ والدّواةِ ثمّ قال اكتب لا يستوِي القاعِدون وخلف ظهرِ النّبِيِّ صلّى الله عليهِ وسلّم عمرو بن أمِّ مكتومٍ الأعمى قال يا رسول اللّهِ فما تأمرنِي فإِنِّي رجلٌ ضرِير البصرِ فنزلت مكانها لا يستوِي القاعِدون مِن المؤمِنِين والمجاهِدون فِي سبِيلِ اللّهِ غير أولِي الضّررِ.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا عبيد اللّهِ بن موسى عن إِسرائِيل عن أبِي إِسحاق عن البراءِ رضِي الله عنه قال أهدِي لِلنّبِيِّ صلّى الله عليهِ وسلّم ثوب حرِيرٍ فجعلنا نلمسه ونتعجّب مِنه فقال النّبِيّ صلّى الله عليهِ وسلّم أتعجبون مِن هذا قلنا نعم قال منادِيل سعدِ بنِ معاذٍ فِي الجنّةِ خيرٌ مِن هذا.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا عبيد اللّهِ بن موسى عن إِسرائِيل عن أبِي إِسحاق عن البراءِ رضِي الله عنه قال آخِر آيةٍ نزلت خاتِمة سورةِ النِّساءِ يستفتونك قل الله يفتِيكم فِي الكلالةِ.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا عبيد اللّهِ عن إِسرائِيل عن أبِي إِسحاق عن البراءِ رضِي الله عنه اعتمر النّبِيّ صلّى الله عليهِ وسلّم فِي ذِي القعدةِ فأبى أهل مكّة أن يدعوه يدخل مكّة حتّى قاضاهم لا يدخِل مكّة سِلاحًا إِلّا فِي القِرابِ.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا عبيد اللّهِ عن إِسرائِيل عن أبِي إِسحاق قال سأل رجلٌ البراء رضِي الله عنه فقال يا أبا عمارة أولّيتم يوم حنينٍ قال البراء وأنا أسمع أمّا رسول اللّهِ صلّى الله عليهِ وسلّم لم يولِّ يومئِذٍ كان أبو سفيان بن الحارِثِ آخِذًا بِعِنانِ بغلتِهِ فلمّا غشِيه المشرِكون نزل فجعل يقول أنا النّبِيّ لا كذِب أنا ابن عبدِ المطّلِب قال فما رئِي مِن النّاسِ يومئِذٍ أشدّ مِنه.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا عبيد اللّهِ بن موسى عن إِسرائِيل عن أبِي إِسحاق عن البراءِ رضِي الله عنه قال لقِينا المشرِكِين يومئِذٍ وأجلس النّبِيّ صلّى الله عليهِ وسلّم جيشًا مِن الرّماةِ وأمّر عليهِم عبد اللّهِ وقال لا تبرحوا إِن رأيتمونا ظهرنا عليهِم فلا تبرحوا وإِن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعِينونا فلمّا لقِينا هربوا حتّى رأيت النِّساء يشتدِدن فِي الجبلِ رفعن عن سوقِهِنّ قد بدت خلاخِلهنّ فأخذوا يقولون الغنِيمة الغنِيمة فقال عبد اللّهِ عهِد إِليّ النّبِيّ صلّى الله عليهِ وسلّم أن لا تبرحوا فأبوا فلمّا أبوا صرِف وجوههم فأصِيب سبعون قتِيلًا وأشرف أبو سفيان فقال أفِي القومِ محمّدٌ فقال لا تجِيبوه فقال أفِي القومِ ابن أبِي قحافة قال لا تجِيبوه فقال أفِي القومِ ابن الخطّابِ فقال إِنّ هؤلاءِ قتِلوا فلو كانوا أحياءً لأجابوا فلم يملِك عمر نفسه فقال كذبت يا عدوّ اللّهِ أبقى الله عليك ما يخزِيك قال أبو سفيان اعل هبل فقال النّبِيّ صلّى الله عليهِ وسلّم أجِيبوه قالوا ما نقول قال قولوا الله أعلى وأجلّ قال أبو سفيان لنا العزّى ولا عزّى لكم فقال النّبِيّ صلّى الله عليهِ وسلّم أجِيبوه قالوا ما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم قال أبو سفيان يومٌ بِيومِ بدرٍ والحرب سِجالٌ وتجِدون مثلةً لم آمر بِها ولم تسؤنِي.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدّثنا عبيد اللّهِ بن موسى عن إِسرائِيل عن أبِي إِسحاق عن البراءِ رضِي الله عنه قال تعدّون أنتم الفتح فتح مكّة وقد كان فتح مكّة فتحًا ونحن نعدّ الفتح بيعة الرِّضوانِ يوم الحديبِيةِ كنّا مع النّبِيِّ صلّى الله عليهِ وسلّم أربع عشرة مِائةً والحديبِية بِئرٌ فنزحناها فلم نترك فِيها قطرةً فبلغ ذلِك النّبِيّ صلّى الله عليهِ وسلّم فأتاها فجلس على شفِيرِها ثمّ دعا بِإِناءٍ مِن ماءٍ فتوضّأ ثمّ مضمض ودعا ثمّ صبّه فِيها فتركناها غير بعِيدٍ ثمّ إِنّها أصدرتنا ما شِئنا نحن ورِكابنا.