«

»

قطف الثمر عن حال الدعوة في

قطف الثمر

عن حال الدعوة في

جزر القمر

كلمة ألقاها فضيلة الشيخ

أبو اليمان عدنان بن حسين المصقري

بدار السلام/تنزانيا 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه كلمة قيمة جميلة

وهي بعنوان: [شرح الدعوة السلفية في جزر القمر] لفضيلة شيخنا الفاضل: أبي اليمان عدنان بن حسين الذماري المصقري حفظه اللّٰه ونفع به المسلمين.

 

تفريغ الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد H وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

يسأل كثير من الإخوة استخبارًا وكذلك استبشارًا عن حال الدعوة في “جزر القمر” وحال إخواننا هناك:

وفي الحقيقة أننا مقصرون كنتُ أَعدهم من قبل أربع سنين أن أزورهم وما استطعت واللّٰه تعالى ما أراد كوناً سبحانه وهو المقدِّم سبحانه والمؤخر.

ونرى أن الدروس أفضل والاستمرار مع الطلاب والبحوث أنفع ولكن جزى اللّٰه أخانا حمود اليماني خيراً شجّعنا على الذهاب هناك فحصل خير واللّٰه.

فذهبنا مع الشيخ أبي حذيفة عبد الغني العمري ومع الأخ الفاضل أبي عبد العزيز القطري حفظه اللّٰه فرأينا خيراً كثيراً وحفاوة وطِيباً وكرماً ونصرةً عجيبة في تلك البلاد الإسلامية أهلها مسلمون مائة في المائة وهكذا متقبّلون للدعوة.

غزاهم الصوفية بكثرة ولكن إن شاء اللّٰه قريباً تنقرض ما بقي إلا بعض الشيبان كبار السن الذين هم قريب القبر.

المتعصبون للصوفية إن شاء اللّٰه ما بقي إلا قليل الذين سفرهم قريب.

 

وأما الرافضة فقد غزاهم شر الرافضة والرافضة ليس لهم دعوة إلا أنه دعوتهم بالمال؛ فإذا قُطع المال بإذن اللَّه ينقطع الشر،.

ولا ننسى وللأسف الشديد أن قطر تسعى بالفتنة مع إيران في تلك البلاد حاثّة على الفتنة والانقلاب وسفك الدماء كما صنعَتْ بكثير من بلدان المسلمين نسأل اللَّهُ عز وجل أن يطمس على أموالهم أن يجعل مالها في ضرر ومكرها في خطر.

ونسأل اللّٰه تعالى أن يقطع دابرهم وأن يخيب مكرهم. حتى تنتهي من فتنتها على المسلمين؛ .

 

حال جزر القمر الديني

البلاد إسلامية البلاد طيبة أهلها طيبون.

نزلنا في مطارها مطار العاصمة مروني.

فكان في استقبالنا الشيخ يوسف، والشيخ مِرداب والأخ عبد الحكيم وطلابه وكثير من الرجال المناصرين وفي حفاوة وفرح ودخلوا إلى داخل المطار وسهّلوا لنا الإجراءات بحمد اللّٰه سبحانه وتعالى وهذا يُعتبر أيضاً مما يعني يكون غريباً.

هؤلاء المشايخ بعضهم سنُّهم خمسة وتسعون سنة وجاء إلى المطار مستقبلاً فرحا تتعجب وتستحي!

وهذا يدل على أنهم يحبون الدعوة.

ونسّقوا تلك الكلمات والمحاضرات تنسيقا طيباً في تلك البلدان في قرية “بَغْوي” وما جاورها وهي محافظة كبيرة والحمد للّٰه حصل خير.

حال الفرق في جزر القمر

وكما سمعتم أن الإخوان المسلمين هناك يتحركون خُفية ويُدعمون من تلك البلدان لإقامة الثورات والانقلابات خاصة والانتخابات عندهم قريبة.

ويا ليت أنهم ما قبلوا الديمقراطية، ويا ليت أنهم يترك الانتخابات لكن هذا بلاء، فنسأل اللّٰه أن يسلم المسلمين من شرهم.

والحمد للّٰه بيّنا، كانت قطر قد بَنَتْ مسجدا كبيرا لنشر فكرها ودورات كانت تُقيمه في ذلك المسجد فذهبنا إلى ذلك المسجد وأقمت فيه محاضرة وعنوانها: [“أدلة وجوب طاعة ولاة الأمور”] .

والحمد للّٰه تعجب الناس من هذا الموضوع؛ وكانوا يظنون أنه ليس في المسألة أحاديث لجهلهم فكانوا يسألون والحمد للّٰه تقبلوا.

حال المعيشة في جزر القمر

البلاد مثمرة خضراء كثيرة الشجر والمرعى.

ومع ذلك فهي فقيرة جداً فهم يستوردون الطماط والبسباس والبطاط والأرز والكثر من الطعام لأن البلاد جبلية والله أعلم .

حتى إن الأغلب منهم لا يأكلون إلا العشاء فقط وفي النهار إذا وجدوا مانجو أو هذا الفانيس أكلوا ما في غداء ولا صبوح إلا من كان عنده ولد مغترب يرسل له مالا.

وعندهم صبر عجيب، فالماء ليس هناك آبار ولا أنهار إلا أنهم ينتظرون حتى يأتي المطر وفي كل بيت مكان يكون فيه الماء من المطر يشربون ويتوضؤون.

العادات في جزر القمر

عندهم عادات مثقلة عليهم تعتبر أغلالا وهذه المشكلة عادات قديمة لعلها تكون سببا في المصائب وسببا والعياذ باللّٰه في الفقر الحاصل فيهم.

ونصحناهم أن يتركوا تلك العادات السيئة حتى يسهّل اللّٰه تعالى لهم الخير والرزق والحمد للّٰه وكانوا مستجيبين في الحقيقة.

فعملنا محاضرة أنا والشيخ عبد الغني في مكان كبير وحضر أناس كثيرون ونهيناهم عن تلك العادات ونصحناهم أن يعتبروا باليمن وسوريا ويحذروا من الانقلابيين ومن الإخوان المسلمين كنا نسمّي الفرق كالرافضة والصوفية والإخوان المسلمين وحسن البنا والحمد للّٰه يتقبلون .

والإخوان المسلمون إذا جاء الحق زُهقوا ودُمغوا في رؤوسهم بحمد اللّٰه سبحانه، وكان يحضر من رؤساءهم لأن ما عندهم حجة أصلاً ما كانوا يستطيعون حتى يجادلوانا.

حتى قال الإخوة: أنتم تتكلمون بالشجاعة وليست بلادكم؛ قلنا: لأن الحق حق ما سنسكت عن هذا الخطر الذي نرى خطرا.

كنا نقول لهم: حافظوا على بلدانكم يا أهل جزر القمر حافظوا على هذا البلد احذروا الانتخابات احذروا هؤلاء الحزبيين والانقلابيين أطيعوا ولاة أموركم حافظوا على أمنكم، وإن وُجد عندكم فقر أصلحوا أنفسكم أولًا.

فكانوا مستجيبين في الحقيقة.

ومشايخ البلد نصحناهم أن يتركوا تلك العادات وهي في الحقيقة يصعب عليهم كما يقولون لكن يستطيعون أن يبعدوا تلك الأغلال التي عليهم.

وعندهم ما يسمى بـ(العادة والملة): أن الرجل إذا تزوج يسكن عند أم زوجته وعمه لكن يدفع أموال كثيرة أكثر من خمسة عشر ألف دولار، هذا المال لابد أن يدفعها ويُطعم القرية أسبوعين.

إن لم يعمل هذا؛ ليس عندهم بمُعتبَر يكون كأنه خادم، حتى إنه لا يصلي في الصف الأول يوم الجمعة والصف الثاني والصف الثالث إلا من عمل هذا العادة.

فلما جئنا ودخلنا الصف الأول تعجب الناس كيف! قلوا: أنتم عملتم؟ قلنا لا، اهتزوا قليلاً، قالوا: ما شاء اللّٰه دخلتم في الصف الأول هذه نعمة، عندنا ما يرضون أبدا حتى لو حافظ القرآن إنما الشيبان هناك الذين عملوا هذه العادة والملة.

فمن عمل العادة والملة ودفع هذه الأموال كلها يعني يتقدم في الصف الأول، نهيناهم عن هذا، قلنا لهم ما سمعنا بهذا لا في المتقدمين ولا في المتأخرين لا في أصحاب المشرق ولا في المغرب صحيح.

 

عندهم عادة ألا يخطبوا إلا في المسجد الكبير فأمرنا الإخوة بالتميز عن الإخوان المسلمين والتميز عن الحزبيين وعن أصحاب الحزب الجديد واستجابوا لذلك وإن وجدوا أذى لكن إن شاء اللّٰه ينصرهم اللَّهُ.

 

قصة مع خطبة الجمعة  

كنا منعنا من قبل الحزبيين من الخطبة خفية فجاءني إمام فاضل من مشائخهم يوم الجمعة فقال: كيف وجدتَ البلاد جزر القمر؟ قلنا طيبة بحمد اللّٰه إلا أننا زعلانون. قال لماذا؟ قلتُ لأن أصحاب المسجد الكبير ما أذنوا لنا أن نخطب الجمعة وهم إخوان المسلمون رفضوا رفضا باتاً.

فكان الشيخ موجودا شيخ القرية فذهب إليه قال: الضيوف لماذا ما أذنوا لهم؟ ذهبوا إلى أصحاب المسجد وأصرّ عليهم الشيخ قال: يخطبون هؤلاء ضيوف، فالشيخ عبد الغني حفظه اللّٰه خطب خطبة طيبة في التمسك والتذكير بالنعم و[التحذير من الحزبية] في هذا المسجد والتحذير من [الثورات والانقلابات والعادات السيئة]

وكان أخونا عبد الحكيم حفظه اللَّه لا يتكلم ولا بكلمة في المسجد فقام وعقب وشكر الضيوف وشكى من الذين لا يحترمون الضيوف فقام شيخ القرية فقال: هؤلاء الضيوف من الآن يعتبرون من جزر القمر بإذن اللّٰه سبحانه وتعالى يعتبرون منا وفينا ولا يمكن لأحد أن يُؤذيهم أو يردهم من أي مسجد. فعملنا محاضرة أخرى في المسجد والحمد للّٰه،

حتى إن المترجم الذي ترجم للشيخ عبد الغني حرّف بعض الكلمات؛ الشيخ تكلم في [طاعة ولاة الأمور] وهو تكلم بأن الرئيس طاغوت!

الناس فهموا أنه كذّاب والحمد للّٰه، لكن الترجمة عندهم قبل الخطبة كانت الترجمة قبل الخطبة فنحن عرفنا وأخبرنا بما تكلم به والحمد للّٰه حصل خير.

حال خريجي الجامعات العربية

أكثر المتخرجين من الجامعات يأتون إفريقيا يرجعون في أعمال دنيوية والسبب والله أعلم أنهم طلبوا العلم من أجل الشهادة فيرجعون يبتغون المال والتجارة والله المستعان.

وجدنا أناسا كثير من خريجي الجامعات العربية والإسلامية لكن ليس عندهم ذلك النشاط والحرقة على المسلمين والنظر إلى إحياء السنن فمثلا: أذان الفجر يؤذنون ويصلون والفجر ما طلع يعني تتعجب، وكلما أمرناهم بالسنة الناس يصيحون في القرية؛ هؤلاء جاءوا يغير الدين!

قلنا: لابد من تغيير كل شيء ما يصلح لو نقول بعد شهر ما يصلح ما يجوز والحمد للّٰه غيروا الأذان وأذنوا في الوقت ونصحنا الناس والأمور التي فيها حرام فيها واجب فيها فريضة من الفرائض هذا لا يمكن للداعية أن يُأخّر، الأمور التي هي سنن ومستحبات يستطيع أن يدعوهم شيئاً فشيئا بالتي هي أحسن هذا خير.

تأخر الرحلة

والحمد للّٰه كانت رحلتنا يوم السبت فكنا نظن أنها يوم الأحد فجاء الخبر أن الطائرة قد ذهبت.

فقال الشيخ من اليوم إلى يوم الثلاثاء تكونون عندي إن شاء اللّٰه وأنا أنسق لكم المحاضرات في القرى المجاورة والمدن المجاورة فحصل خير أيضاً كثير والناس عرفوا الحق.

وما من محاضرة إلا بإذن اللّٰه كنا نتكلم فيها عن [التوحيد والسنة وعدم التقليد وطاعة ولاة الأمور] في كل المحاضرات نبدأ بها هذا كما يقال: ملح الكلام. نبدأ بهذا الأمور فبعد المحاضرات كان الناس يسألون عن هذه الأمور حتى أن الناس سألونا في بعض المحاضرات قالوا: أنتم جئتم بشيء ما قد سمعناه، نحن مذهبنا شافعي وأنتم أتيتم بهذه النصائح أننا لا نتبع الشافعي ولا أحدا وسمعنا منكم الحجج فهل كان أحد من الناس لا يتبع المذاهب؟ فأخبرناهم أن هذه المذاهب إنما اتبعها بعض الناس والكثير من أهل الحق ليسوا أصحاب مذاهب ولا أصحاب حزبيات.

الشاهد أنه حصل خير كثير نسأل اللّٰه تعالى أن يبارك في الرحلة وأن يجعلها خالصة لوجهه هذا من باب التبشير .

والحقيقة أنهم يحتاجون طالب علم أو داعي إلى اللّٰه أوشيخ يقوم على تلك الجزر بالخير ويقوم عليهم بالنصح والتعليم.

أخونا عبد الحكيم نفع اللّٰه به مع أنه طالب علم لكن الحقيقة أن عنده حكمة جزاه اللّٰه خيراً وإخوانهم مناصرون له.

وأخونا مصطفى والقاضي وفقهم الله والأخ فرحان حفظه اللّٰه وأخونا إسماعيل أخونا أبو خلاّد ومشايخ القرية أكبر مشايخ في تلك المنطقة بل يعني رافقونا في الوداع إلى المطار وهو المحافظ محافظ الأسبق لتلك البلاد ومع هذا يَشكر ويتمنى أن ينزل المشايخ دائما.

حال الدعوة النسائية

وهكذا الدعوة النسائية طيبة هناك وهم نشيطات غب العلم والدعوة أكثر من الرجال عرفنا ذلك من سؤالهم وحرصهن وكرمهن وفقهم الله .

وهكذا أهل السنة كالمطر رحمة وبركة على البلاد والعباد.

فنسأل اللّٰه تعالى أن يصلح تلك البلاد وأن يُنجّيَهم من شر الرافضة والإخوان والصوفية ونسأل الله أن يكفيهم شر قطر المدبرة ومكر إيران التي لا تريد للبلاد إلا السوء.

الناس هناك بدون ماء!

لماذا لا تعمل لهم آبار!!؟، لكن الأموال تريدها للفتنة وللثورات فقط.

أما البلاد جائعة يستطيع أن يوزع أموالا للجاعئين ، إنما الأموال للذين تريدون الثورات مستعدون يدفعون الأموال لهم.

فنسأل اللّٰه أن يصيبهم وأن يخيب أعمالهم وأن يخيب مكرهم إنه على كل شيء قدير.

ثم بعد ذلك انطلق الشيخ عبد الغني حفظه اللّٰه إلى “اتيوبيا” وكان بعض إخواننا الأخ ناصر اليماني يريد زيارة إلى “كينيا” فاتفقنا أن يذهب أحدنا إلى “كينيا” والشيخ يذهب إلى “اتيوبيا”.

 

نسأل اللّٰه تعالى القبول والسداد.

والإخوة هناك طلاب العلم يسلمون عليكم وأيضاً يتمنون أن يأتوا لطلب العلم إلى هذا المكان ولكن قلة الحاجة، قلة ما في اليد يمنعهم من ذلك.

فنسأل اللّٰه تعالى أن يثبت أهل السنة في كل زمان ومكان وأن يعلي قدرهم وأن ينصر دعوتهم إنه على كل شيء قدير والحمد للّٰه. 

_________________________

 

فرّغها الفقير إلى اللّٰه عز وجل: أَبُو جُلَيْبِيب سَاجِدٌ بْنُ نَصْرٌ الدِّيْن السِّرِيلَانْكِي أصلح اللّٰه سريرته ورزقه العلم النافع.

في ظهر يوم الأربعاء ٢٥ جمادى الأولى ١٤٤٠ هـ

والحمد للّٰه الذي بنعمته تتم الصالحات

انتهى والحمد لله

من كلام السلف

قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: الدنيا دار من لا دار له و مال من لا مال له و لها يجمع من لا عقل له…. عدة الصابرين ص 258

  • قال الحسن البصري رحمه الله: “رأس مال المسلم دينه فلا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال”

قال وهب بن منبه: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة و يعد الرخاء مصيبة ،و ذلك أن صاحب البلاء ينتظر الرخاء ،وصاحب الرخاء ينتظر البلاء. عدة الصابرين ص 111

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: المؤدي للأمانة مع مخالفة هواه يثبته الله ويحفظه الله في أهله و في ماله بعده و المتبع لهواه بالعكس.

السياسة الشرعية [ص 17]

قيل لابن المبارك : إذا أنت صليت لم لا تجلس معنا ؟ قال : أجلس مع الصحابة والتابعين أنظر في كتبهم وآثارهم ، فما أصنع معكم ؟ أنتم تغتابون الناس . السير (8/398).

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام هذه HTML الدلالات والميزات: