كيف تسلم (نصيحة لمن هداه الله للإسلام )
أخي المسلم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد:
فإن من وفقه الله للإسلام والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقد هدي لدين الله الحق ونعمته الحقيقية وفضله العظيم على من أراد الله له خيراً .
يقول تعالى: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ ويقول عزوجل: ﴿ورضيت لكم الإسلام دينًا﴾ ويقول: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه﴾، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هرَيْرَةَ عَنْ رَسولِ الله ﷺ أَنَّه قَالَ: « وَالَّذِي نَفْس محَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَع بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأمَّةِ يَهودِيٌّ وَلَا نَصْـرَانِيٌّ ثمَّ يَموت وَلَمْ يؤْمِنْ بِالَّذِي أرْسِلْت بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ».
فالإسلام دين الله الحق من ابتغى الحق في غيره ضل وغوى، ففضل الإسلام ومحاسنه ويسـره كثيرة وهو دين العفو وهو دين الرحمة، وهو دين الأخلاق الحسنة فهو دين العفة والكرم والشهامة والمروءة وكل خير فيه فمحاسنه كثيرة لا تحصى.
عن أبي هريرة يقول قال رسول الله ﷺ: « والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم ﷺ حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ». أخرجه مسلم (155)
فالاسلام باقي الى قيام الساعة عن جابر بن عبدالله يقول سمعت النبي ﷺ يقول: « لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة » قال: « فينزل عيسى بن مريم ﷺ فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة ». أخرجه مسلم (156).
وهو دين يسر وسهل عنْ أَبِي هرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « إِنَّ الدِّينَ يسْـرٌ وَلَنْ يشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَه فَسَدِّدوا وَقَارِبوا وَأَبْشِروا وَاسْتَعِينوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدّلْجَةِ ». أخرجه البخاري رحمه الله تعالى :
ومن مات على الإسلام أفلح عنْ عثْمَانَ قَالَ قَالَ رَسول الله ﷺ: “مَنْ مَاتَ وَهوَ يَعْلَم أَنَّه لَا إِلَهَ إِلَّا الله دَخَلَ الْجَنَّةَ “. أخرجه مسلم (26)
ومن أسلم غفر الله له ذنوبه كلها عَنْ عَمْرو بْن الْعَاصِ قال: أَتَيْت النَّبِيَّ ﷺ فَقلْت ابْسطْ يَمِينَكَ فَلْأبَايِعْكَ فَبَسَطَ يَمِينَه قَالَ فَقَبَضْت يَدِي قَالَ: « مَا لَكَ يَا عَمْرو » قَالَ: قلْت أَرَدْت أَنْ أَشْتَرِطَ قَالَ: « تَشْتَرِط بِمَاذَا » قلْت أَنْ يغْفَرَ لِي قَالَ: « أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِم مَا كَانَ قَبْلَه، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِم مَا كَانَ قَبْلِهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِم مَا كَانَ قَبْلَه. أخرجه مسلم (121)
وهو دين فلاح عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسولَ الله ﷺ قَالَ: « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَه الله بِمَا آتَاه ». أخرجه مسلم (1054).
فيا أيها العبد تحرى لدينك وأسلم تسلم في الدنيا والآخرة وآمن بالله ربك تأمن وتسعد وتحيى الحياة الطيبة :
فيا من يريد الإسلام اعلم أنك لن تُسلم الإسلام الذي يرضاه الله ورسوله ولن تسلم من نار الله الموقدة إلا أن تسلم إسلام نبي الله وتتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاحذر أن تسلم وتذهب مع الصوفية المشركين الذين تشبهوا بالنصارى .
وإياك أن تسلم وتذهب مع الرافضة الشيعة الذين يسبون صحابة رسول الله ويتشبهون باليهود.
وإياك أن تسلم إسلام الحزبيين والمبتدعة الذين حرفوا الدين وابتدعوا فيه .
فمن أراد النجاة من عذاب الله ومن غضبه وعقابه فعليه بالإسلام والسنة كما قال الله تعالى :{إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء إنما أمرهم الى الله }.
وقال تعالى:{ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
وقال نبينا عليه الصلاة والسلام: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردٌ.
والحمد لله رب العالمين
دار الحديث بدار السلام
مرتبط