«

»

مطوية في فتنة التشبه بالكفار

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :

فإن الله تعالى قد حذرنا من الفتن فقال :﴿ واتّقُوا فتنةً لا تُصيبنّ الّذين ظلمُوا منكُم خاصّةً واعلمُوا أنّ اللّه شديدُ العقاب ﴾.

ونهانا من مخالفة نبيه فقال تعالى:﴿ فليحذر الّذين يُخالفُون عن أمره أن تُصيبهُم فتنةٌ أو يُصيبهُم عذابٌ أليمٌ﴾.

وإن التشبه بالكافرين من الفتن المضلة ومن المخالفات المزلة, يقول الله تعالى في كتابه الكريم :﴿ولا تكونوا كالذين نسو الله فأنساهم أنفسهم﴾ فنهى الله تعالى عن التشبه بالكفار والفاسقين.

ويقول سبحانه وتعالى :﴿ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ﴾.

وقال سبحانه وتعالى أيضا: ﴿ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً ﴾ فأخبر تعالى أنهم يودون من المسلمين أن يطاوعوهم ويتشبهوا بهم في كل صغيرة وكبيرة, وهذا مما نراه هذه الأيام, فانظر إلى المسلمين كيف طاوعوهم في كثير من أمورهم.

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم » رواه أحمد عن عبد الله بن عمر.

وذكر شيخ الإسلام ( أن التشبه بالكفار أقل أحواله أنه من كبائر الذنوب) لهذا الحديث.

فاحذر يا عبد لله أن تتشبه بمن كفروا بالله فتُغضب ربك فأنت تقول في كل صلاة ﴿ اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾ .

والمغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى, فالله الله أيها المسلمون احذروا أفكار الغرب ومناهجهم وأفكارهم ولباسهم ولا لاتنخـدعوا بالحزبيات والتفرقات الـواردة من عندهم لتمزيق المسلمين وإبعادهم عن الكتاب والسنة والعلم النافع.

ومن الأمثلة للتشبه بالكافرين التي انخدع بها كثير من المسلمين:

الحزبية وتفرق المسلمين, قال الله تعالى:﴿ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ﴾.

2ـ لباس البنطال من غير إزار أو ثوب فوقه وهو محرم للرجال والنساء لما فيه من التشبه بلباس الكفار.

3ـ حلق اللحى, وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: «خالفوا المشركين، عفوا اللحى وجزوا الشوارب». وفي رواية: «خالفوا المجوس».

4ـ اخـتلاط الرجال والنساء, سواءً في المدارس أو الوظائف فهو محرم بالكتاب والسنة وإجماع العلماء, قال الله تعالى في حق أمهات المؤمنين:﴿ وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن﴾ فكيف بغيرهن؟.

5- التكلم بلغتهم من غير حاجة ولا ضرورة وقد بين حرمة ذلك شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه الفريد “اقتضاء الصراط المستقيم”, فارجع إليه واعمل بأدلته فما أحوج المسلمين إلى دراسة وتدريس مثله من الكتب.

6ـ طلب العلم من أجل الدنيا. قال الله تعالى في حق اليهود: ﴿ اشتروا بآيات الله ثمنا قليلاً ﴾.

7- طاعة العلماء والأمراء في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله قال تعالى عن اليهود والنصارى: ﴿اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله ..﴾ الآية .وما كانوا يعبدونهم ولكن يطيعونهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله وتلك العبادة لغير الله.

وما أكثرها والله المستعان, وهذه إشارة وإلا فقد بسطت ذلك كله إن شاء الله في ” حشد الأدلة على أن التشبه بالكفار من الفتن المضلة” .

والحمد لله رب العالمين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام هذه HTML الدلالات والميزات: