منظومة الشيخ (الدالية في بيان عقيدة الفرقة الناجية )
الدالية في بيان عقيدة الفرقة الناجية
مقدمة
-
بَدَأْتُ بِبِسْمِ الله نظمي وأَحْمَدُ
إِلَهاً عَلَا فَوْقَ السَّمَاءِ مُـمَجَّدُ
-
وَأَشْهَدُ أَنَّ الله لَارَبَّ غَيْرُهُ
هُوَ الْوَاحِدُ الْأَعْلَى لَهُ الْـخَلْقُ يَعْبُدُوا
-
وَأَشْهَدُ بِالْإِقْرَارِ أَنَّ نَبِيَّنَا
رَسُولٌ مِنَ الله الْعَظِيمِ مُـحَمَّدُ
-
فَصَلَّى عَلَيْهِ الله فِي كُلِّ سَاعَةٍ
وَصَلَّى عَلَى أَصْحَابِهِ خَيْر مَنْ هدُوا
باب أنواع التوحيد الثلاثة
-
أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا لِعَقِيدَةٍ
لَنَا نَقَلَ الْأَسْلَافُ حَقًّا وَأَكَّدُوا
-
فَكُنْ فِي هُدَى التَّوْحِيدِ وَاعْمَلْ بِنِيَّةٍ
وَلَا تُشْـرِكُوا بِالله شَيْئاً لِتَسْعَدُوا
-
لَهُ نُثْبِتُ الْأَسْمَاءَ مِنْ دُونِ حيدَةٍ
وَنُثْبِتُ أَوْصَافَ الْإِلَهِ وَنَحْمَدُ
-
أَلَا خَابَ مَنْ لله أَوَّلَ وَصْفَهُ
وَعَطَّلَ مَا فِي الْوَحْيِ قَدْ جَاءَ يُسْنَدُ
-
وَمَنْ مَثَّلَ الرَّحْمَنَ بِالْـخَلْقِ جَهْرَةً
فَذَاكَ أَخُو التَّمْثِيلِ لِلْحَقِّ يَجْحَدُ
باب صفة الكلام
-
وَإِنَّ كَلَامَ الله حَقٌّ بِصَوْتِهِ
وَنَتْلُوهُ نُطْقاً بِاللِّسَانِ نُجَوِّدُ
-
وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَحَاشَا فَإِنَّهُ
كَلَامُ الَّذِي يَهْدِي الْعِبَادَ لِيَهْتَدُوا
-
وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ كَجَهْمٍ وَغيره
أَلَا زَلَّ مَنْ رَدَّ الصِّفَاتِ وَأَلْحَدُوا
-
وَقَالَ ابْنُ كُلَّاب كذا أَشْعَرِيُّهِمْ
بِمَعْنَاهُ لَا صَوْتٌ وَبِالْحَرْفِ يَجْحَدُ
-
وَقَالَ ابْنُ كَرَّام وَلَيْسَ بِمُهْتَدٍ
بِأَنَّ كَلَامَ الْحَقِّ فِي النَّفْسِ حَدَّدُوا
-
وَقَالَ ابْنُ سَلَام بِأَنَّ كَلَامَهُ
حُرُوفٌ وَأَصْوَاتٌ بِذَاتٍ تُقَيَّدُ
-
وَطَائِيُّ أَصْحَابِ الْوُجُودِ يَقُولُ مَا
هُنَاكَ كَلَامٌ غَيْرهُ يَتَرَدَّدُ
باب تعريف الإيمان
-
وَإِيمَانُنَا قَوْلٌ وَفِعْلٌ نَقُولُهُ
وَلَا بُدَّ مِنْ عَقْدٍ بِهِ الْقَلْبُ يقْصدُ
-
يَزِيدُ بِعِلْمٍ أَوْ بِطَاعَةِ رَبِّنَا
وَيُنْقِصُهُ الْعِصْيَانُ طَوْرًا وَيَحْصِدُ
-
فجَهْمِيَّةٌ قَالُوا اعْتِرَافٌ فَأَدْخَلُوا
كَإِبْلِيسَ أَوْ فِرْعَوْنَ فِيهِمْ مُوَحِّدُ
-
أشاعرة والماتريديُّ قولهم
مُجَرَّدُ تَصْدِيقٍ الفؤاد وما هدوا
-
وقال ابن كرام هُوَ النُّطْقُ وحده
وكلهم في الباب ضلوا وأبعدوا
22.ومرجئة الأحناف قالوا بأنه
هُوَ النُّطْقُ والإيمان بالْقَلْبُ يُعْقدُ
باب الرؤية
-
وَنُؤْمِنُ أَنَّ الْـمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَهُ
إِلَهاً كَرِيماً فِي الْجِنَانِ يُخَلَّدُوا
-
وَيُنِكُرَ ذَا الْجَهْمِيُّ زُورًا لِغَيِّهِ
كَذَا ذُو اعْتِزَالٍ لِابْنِ جَهْمٍ يُقَلِّدُ
-
وَمِنْهُمْ أَخُو رَفْضٍ وَشِيعَةٌ انْكَرُوا
وَكُلَّ ضَلَالٍ فَالرَّوَافِضُ تَعْمِدُوا
باب الإيمان بالقدر
-
وَنُؤْمِنُ بِالْأَقْدَارِ فَالله شَاءَهَا
بِعِلْمٍ وَخَلْقٍ كَانَ فِي اللَّوْحِ يرْصدُ
-
وَمَا شَاءَ رَبِّي كَانَ أَمَّا مُرَادُهُ
فَفِي الْخَلْقِ فِي الْـمَأْمُورِ مَنْ قَدْ تَمَرَّدُوا
-
وَأَمَّا مُرَادُ الله كَوْناً فَإِنَّهُ
يَكُونُ وَلَوْ فِي شَرْعِنَا لَيْسَ يُحْمَدُ
-
وَأَنْكَرَ هَذَا مَعْبَدٌ ثُمَّ وَاصِلٌ
وَغَيْلَانُ أَوْ عَمْرٌو كَمَا قَالَ مَعْبَدُ
باب الإيمان باليوم الآخر
-
وَنُؤْمِنُ بِالْمِيزَانِ لِلنَّاسِ أَوْ لِـمَا
جَنَوْهُ كَذَاكَ الصُّحْفُ لِلْعَدْلِ تُوجَدُ
-
وَجَنَّةُ عَدْنٍ قَدْ أُعِدَّتْ لِأَهْلِهَا
وَنَارٌ تَلَظَّى لِلْكَفُورِ تَوقَّدُ
-
وَأَهْلُ اعْتِزَالٍ يُنْكِرُونَ وُجُودَهَا
أَلَا خَابَ قَوْمٌ باِلْجَهَالَةِ ينْقُدُوا
-
وَجَهْمٌ لَهَا يُفْنِي بِأَقْبَحِ قَوْلَةٍ
فَتَباًّ لِجَهْمٍ إِنَّهُ كَانَ يَجْحَدُ
33.وَقُلْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ حَقٌّ لِـمَنْ هَوَى
كَذَاكَ سُؤَالٌ فِيهِ لِلنَّاسِ يُورَدُ
-
ويسْلَم منه الأنبياءُ جَمِيعُهِمْ
وأهل الرباط مع الذين اسْتُشْهِدُوا
-
وَنُؤْمِنُ بِالْحَوْضِ الْكَرِيمِ بِمَحْشَـرٍ
فَمَنْ كَانَ سُنِياًّ سَيُسْقَى ويُحْمَدُ
-
وَمَنْ كَانَ بِالْأَهْوَاءِ وَالزَّيْغِ مُحدثًا
فَعَنْ حَوْضِهِ الْأَمْلَاكُ يَا صَاحِ تَطْرُدُ
باب أسماء الله الحسنى وصفاته العلى
-
وَنُؤْمِنُ أَنَّ الله لَا رَبّ غَيْرُهُ
إِلَهاً عَظِيماً عَالِماً مُتَوَحِّدُ
-
سَمِيعاً بَصِيرًا قَادِرًا مُتَكَلِّمًا
عَلِيمًا حَلِيمًا رَازِقًا مُتَوَدِّدُ
-
هُوَ الْحَيُّ وَالْقَيُّومُ جَلَّ مَلِيكُنَا
هُوَ الْبَرُّ وَالرَّحْمَنُ أَوَّلُ وَاحِدُ
-
سَلَامٌ وَقُدُّوسٌ مُهَيْمِنُ آخرٌ
وَأَوَّلُ مِنْ قَبْلِ الْخَلَائِق تُوجَدُ
-
هُوَ الله وَالْجَبَّارُ خَالِق بَارِئٌ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ ظَاهِر فَلَهُ اسْجُدُوا
-
عَلِيٌّ عَظِيمٌ شَاكِرٌ جَلَّ رَبُّنَا
شَكُورٌ حَلِيمٌ غَافِرٌ لِـمَنْ اهْتَدُوا
-
كَرِيمٌ قَرِيبٌ زِدْ مُجِيبٌ وَأَكْرَمٌ
لَطِيفٌ وَمَوْلَىً لِلَّذِينَ تَعَبَّدُوا
-
رَقِيبُ شَهِيدٌ عَالِـمٌ بِالَّذِي جَرَى
نَصِيرٌ وَلِيٌّ لِلْوَلِيِّ مُسَانِدُ
-
كَبِيرٌ حَمِيدٌ مَالِكُ الْـمُلْكِ كُلّه
إِلَهٌ قَوِيٌّ لَيْسَ تُعْجِزُهُ يَدُ
-
وَخَيْرُ حَفِيظٍ حَافِظ كَانَ قادرًا
لَهُ صَمَدٌ كُلُّ الْخَلَائِقِ تَصْمُدُ
-
هُوَ النُّورُ وَالْأَعْلَى هُوَ الْقَاهِرُ الْعَفُوْ
هُوَ الْحَاكِمُ النُّورُ الَّذِي لَيْسَ يُجْحَدُ
-
هُوَ الْوَاسِعُ الْعَلَّامُ وَارِث حَسْبنَا
غَنِيٌّ كَفِيلٌ طَيِّبٌ ذَاكَ وَارِدُ
-
هُوَ الْقَابِضُ السُّبُّوحُ بَاسِط رَازِق
رَفِيقٌ قَدِيرٌ فَاعْبُدُوهُ وَوَحِّدُوا
-
هُوَ الله وَالْفَتَّاحُ غَافِرُ ذَنْبِنَا
رَؤُوفٌ وَوهَّاب لِـمَنْ كَانَ يَسْجُدُ
-
هُوَ الْحَكَمُ الشَّافِي وَمُعْطِي عِبَادِهِ
مُقَدِّمُ والْوِتْرُ السَتِيرٌ فمَجِّدُوا
-
هُوَ الله مَنَّانٌ جَمِيلٌ مُؤَخِرٌ
طَبِيبٌ وَدَيَّانٌ هُوَ الله سَيِّدُ
-
لَهُ الْحُسْنُ فِي أَسْمَائِهِ ثُمَّ وَصْفِهِ
وَلَا حَـصْرَ فِيهَا ذَلِكَ الْقَوْلَ فَارْدُدُوا
-
وَأَوْصَافَهُ سُبْحَانَهُ لَا نَرُدُّهَا
بِتَأْوِيلِهَا كَالْقَوْلِ مِمَّنْ تَمَرَّدُوا
-
نَقُولُ اسْتَوَى حَقاًّ عَلَى الْعَرْشِ رَبّنَا
كَمَا قَالَ رَبِّي فِي الْكِتَابِ مُجَوَّدُ
-
خِلَافًا لِـجَهْمٍ زَادَ حَرْفاً بِبَغْيِهِ
كَمَا زَادَهُ مَنْ قَبْلُ مِمَّنْ تَهَوَّدُوا
-
وَمَنْ قَالَ إِنَّ الله فِي كُلِّ بُقْعَةٍ
كَمَا قَالَ صُوفِيٌّ فَكُفْرٌ مُؤَكَّدُ
-
فَذُو الْعَرْشِ مَعْ خَلْقٍ بِعْلِمٍ وَرُؤْيَةٍ
وَسَمْعٍ وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ الْـمُجَرَّدُ
باب الشفاعة
-
وَنُؤْمِنُ أَنَّ الله يُخْرِجُ مِنْ لَظى
أُنَاساً عَلَى التَّوْحِيدِ زَاغُوا فَأَفْسَدُوا
-
فَيُخْرِجُهُمْ بِالْفَضْلِ ثُمَّ شَفَاعَةٍ
مِنَ الْأَنْبِيَا وَالصَّالِـحِينَ فَيحْمَدُوا
-
وَأَنْكَرَ أَهْلُ الْإِعْتِزَالِ خَوَارِج
وَجَهْمِيَّة هَذَا فَضَلُّوا وَأَبْعَدُوا
-
وَإِنَّ كِلَابَ النَّارِ قَوْماً تَرَاهُمُ
خَوَارِج قَدْ سَلُّوا سُيُوفاً وَشَرَّدُوا
-
وَمَا إِنْ تَرَى إِلَّا وَصَاحِبُ بِدْعَةٍ
سَيَهْوِى خُرُوجاً لِلْخَوَارِجِ قَلَّدُوا
-
وَمَنْ سَلَّ سَيْفاً لَيْسَ مِنَّا لِأَنَّهُمْ
عَلَى الْقَتْلِ وَالْأَهْوَاءِ بَغْياً تَعَوَّدُوا
باب أفاضل الخلق وشرارهم
-
وَقُلْ إِنَّ خَيْرَ الْأَنْبِيَاءِ جَمِيعهمْ
وَسَيِّدَ كُلِّ الْخَلْقِ فِي الْكَوْنِ أَحْمَدُ
-
وَبَعْدَهُمُ الصِّدِّيقُ عِلْمًا وَسُنَّةً
وَقَدمًا وَرَأْياً إِنَّهُ لَـمُسَدَّدُ
-
وَمِنْ بَعْدِهِ الْفَارُوقُ بِالْعِلْمِ واَلْـهُدَى
قَوِيٌّ بِدِينِ الله فِي الدِّينِ يَرْشُدُ
-
وَعُثْمَانَ ذُو النُّورَيْنِ سَار حَيَاؤُهُ
عَلِيٌّ أَبُو الْخَيرَيْنِ لِلْحَقِّ يَعْضُدُ
-
وَعَشْـرَتُهُمْ ثُمَّ الْأُولَى مَعْهُ هَاجَرُوا
وَأَنْصَارُهُ الْأَنْصَارُ لِلدِّينِ سَانَدُوا
-
وَفَاطِمَةُ خَيْرُ النِّسَاءِ وَبَعْدَهَا
فَعَائِشَةٌ فِي الْعِلْمِ وَالخَيْرِ تُحْمَدُ
-
وَخَالَفَتِ الْأَرْفَاضَ سَبُّوا صَحَابَةً
فَهُمْ شَرُّ خَلْقِ الله لِلصَّحْبِ عَانَدُوا
-
وَنُؤْمِنُ بِالدَّجَّالِ حَقًّا بِأَنَّهُ
سَيَخْرُجُ بَيْنَ النَّاسِ طَيْبَةَ يَقْصِدُ
باب التحذير من فرق الحزبية
(الإخوانية والتبليغية وفصائلهم)
-
وَإِيَّاكَ وَالْإِخْوَانَ حِزْبٌ مُخَالِفٌ
لِدِينِ النَّبِيْ وَالسَّالِفِينَ وَمَنْ هُدُوا
-
وَدَعْوَتُهُمْ صُوفِيَّةٌ مِنْ أَسَاسِهَا
سِيَاسَتُهُمْ لِلْحُكْمِ مِنْ أَجْلِهِ اعْتَدُوا
-
وَأَمَّا أَخُو التَّبْلِيغِ لَا تَرْجُ مِنْهُمُ
إِلَى النَّاسِ نَفْعاً إِنَّهُم لَنْ يُسَدَّدُوا
-
طَرِيقَتُهُمْ صُوفِيَّةٌ مِنْ رَئِيسِهِمْ
مُحَمَّدِ ذا إِلْيَاسَ بِئْسَ الْـمُجَدِّدُ
-
وَدَعْ مَذْهَبَ التَّكْفِيرِ لَا تَقْرَبَنَّهُ
فَذَاكَ مَقَالٌ فِي الدِّيَانَةِ مُفْسِدُ
-
وَسِيمَا أُهَيْلِ الزَّيْغِ فِيهِمْ كَثِيرَةٌ
كَطَعْنٍ بِأَهْلِ الْحَقِّ مَنْ سَارَ يسْندُ
-
وَتَقْلِيدِهِمْ لِلْمُبْطِلِينَ وَمَنْ هُمُ
هُم غَيْرُ مَعْصُومِينَ بِالْجَهْلِ قُلِّدُوا
-
مُخَالَفَةً لِلْحَقِّ فِي أَصْلِ دِينِنَا
عَقَائِدُهُمْ ضَلَّتْ وَلِلنَّاسِ قَعَّدُوا
-
وَتَفْرِيقُهُمْ بَيْنَ الْهُدَاةِ وَإِنَّ مِنْ
أُصُولِ الْهُدَى لَهْوَ اجْتِمَاعٌ مُؤَكَّدُ
-
وَسِرِّيَّةٍ فِي الدِّينِ بِالشَّـرِ وَالْهَوَى
وَهَذَا دَلِيلُ الشَّـرِّ فَاخْشَوْهُ تَرْشُدُوا
-
وَفِيهِمْ غُلُوٌّ فِي الْكِبَارِ بِلَا هُدى
وَفِي الْقَوْلِ وَالْأَحْكَامِ قَالُوا فَأَبْعَدُوا
-
وَبَيْعَتُهُمْ لِلْخَارِجِينَ عَنِ الْأُلَى
أَلَا إِنَّمَا الْأَهْوَاءُ بِالْقَوْمِ تَقْعُدُ
-
وَدَيْدَنُهُمْ تَوْحِيدُ حَاكِمِ كَيْ يَروا
بِحَاكِمِنَا كُفْراً وَكَيْ يَتَمَرَّدُوا
خاتمة
-
وَلله حَمْدِي فِي الْخِتَامِ مُصَلِّياَ
عَلَى خَيْرِ خَلْقِ الله دومًا وَأَزْيَدُ
مرتبط